السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فمن فضلكم عندي سؤالان:
1- لدي طفل عمره أربعة أشهر، وأعانى من تساقط شديد جدا في الشعر حتى أصبح خفيفا جدا، خاصة من المقدمة، فأرجو إرشادى لعلاج ذلك.
2- لدي طفل عمره خمس سنوات وهو عنيد جدا. أرجو إرشادي إلى كيفية التعامل معه لتأهيله لتربية دينية سليمة، وما هي أنواع الألعاب التي يمكنها تنمية مهاراته؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تصفينه يسمى بسقوط الشعر (الفيزيولوجي) والذي يعبر عنه العوام بقولهم إن المولود قد عرف والدته، وهو يتم حوالي الشهر الثالث إلى السادس بعد الولادة ويكون مؤقتا، ويعود الشعر بعدها تدريجيا إلى صحته ما لم يكن هناك أسباب أخرى لسقوطه، وبعد الولادة يجب وبشكل عام الانتباه إلى فقر الدم، والذي يسببه النزف من الولادة وتعويض ذلك عن طريق العلاج والغذاء.
انتهت إجابة الدكتور/ أحمد جازم طبيب الجلدية، تليها إجابة الشيخ أحمد مجيد هنداوي المستشار الشرعي:
فإننا نهنئك على هذا السؤال الكريم الذي حرصت فيه على معرفة الطريق السليم في معاملة ولدك الذي هو أمانة في عنقك وعنق زوجك، كما قال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) متفق عليه. وأول ما نبشرك به أنه لا داعي للقلق والخوف من حالة العناد والتصرفات المثيرة التي قد يقوم بها طفلك، فإن هذا كثير في الأطفال لاسيما في هذه السن التي تنطلق فيها رغباتهم للحركة واللعب والاكتشاف والتعرف، بل إن كثيرا من الأطفال الذين يكون لهم شيء من العناد قد يصبحون بحمد الله عز وجل من أصحاب الثقة بالنفس (الشخصية المستقلة)، فالمطلوب هو تعديل التصرفات من حالة العناد إلى حالة الاستجابة دون أن يكون هنالك كسر لنفس الطفل أو تحويله إلى مجرد طفل يؤمر فيستمع وينهى فينتهي، وأيضا فإن التصرفات العنادية من طفلك قد تكون راجعة إلى نشأة تربوية عومل فيها بشيء من الدلال الزائد لاسيما إذا تعود على تلبية رغباته المعنوية والمادية، وطريق علاجه يحتاج إلى صبر واستعانة بالله، فإن الدعاء من أعظم الأسباب التي تحقق المطلوب والمرغوب، حتى قال الخليل عليه الصلاة والسلام: ((رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء))[إبراهيم:40]، وقال تعالى في وصف عباد الرحمن: ((والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما))[الفرقان:74].
فعليك بالدعاء والتضرع لله تعالى في هداية أهل بيتك جميعا.
وأما عن تعديل سلوك الطفل فهذا يحتاج إلى وقت ليس بالقصير، فقد يحتاج منك إلى مدة قد تطول نسبيا حتى يكون التغير متأصلا في نفسه وليس مجرد استجابة سرعان ما تزول وتتلاشى، وأهم ما ترتكزين إليه هو تعويد الطفل على الأخلاق الإسلامية لاسيما الصلاة عند بلوغه السابعة وقبلها يمكن أن يرغب في الصلاة ويسمح له بأدائها ولو كان بغير طهارة وبغير الألفاظ المنصوص فيها، لاسيما إذا اصطحبه والده إلى المسجد لأداء الصلاة في الجماعة؛ فإن ذلك يعوده على الانضباط والتحفظ من الناس.
ويدخل في هذا أيضا استعمال أسلوب الترغيب والترهيب، فمثلا عندما يخطأ ويصر على موقفه يمكن أن يعاقب بأنواع من العقوبات كحرمانه من زيارة إلى الحديقة يحبها، أو حرمانه من الحلوى التي يشتهيها مع الإصرار على الحرام في هذه الحالة وعدم الاستجابة لضغوطه بالبكاء والصراخ ونحوهما، حتى يتعلم ويستقر في نفسه أن لعناده جزاء فحينئذ ستخف درجة عناده تدريجيا، ومن ذلك مكافئته عند حصول الاستجابة الحسنة منه بالكلام الطيب والثناء والقبلة والضم والحضن ونحو هذه التصرفات، لاسيما إذا كوفئ أحيانا ببعض الهدايا مع بيان أن ذلك بسبب كونه مؤدبا يستمع إلى الكلام.
ومن هذا المعنى أن يرشد إلى معنى طاعة الوالدين وكيف أن الله يدخل الجنة الولد البار بوالديه بأسلوب قصصي ممتع يصل إلى نفسه.
ويدخل في هذا أيضا أن يختلط بالأولاد المؤدبين الذين يتحلون بالأخلاق الفاضلة، بل إن هذا من أعظم ما يؤثر في قلبه ويعدل من سلوكه كما هو مشاهد وثابت.
وأما عن الألعاب التي يمكن أن تنمي معارفه فإن من ذلك المسابقات التي يكون فيها طرف السؤال عليه ومكافئته على الإجابة مع العناية بأن يكون السؤال مناسبا لمستواه. ومن ذلك الرياضات البدنية الفردية كالمشي والركض والرياضات البدنية الجماعية كلعب الكرة ونحوها فإن ذلك يعطيه تنويعا في الأساليب.
ومن ذلك أيضا الألعاب الآلية (الإلكترونية)، لاسيما التي تثير الانتباه والتيقن مع الاعتدال في الأوقات التي تمارس فيها هذه الألعاب.
ومن الأسباب التي تعينه على الهدوء النوم المبكر وعدم شرابه المشروبات التي تصعب عليه النوم كشرب الشاي والقهوة والمشروبات الغازية التي تحتوي على مادة الكافيين كالبيبسي كولا، خاصة عند اقتراب موعد النوم بدخول وقت صلاة المغرب.
ونسأل الله عز وجل لك الذرية الطيبة وأن يجعل ذريتك قرة عين لك.
وبالله التوفيق.