السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طفلتي الكبيرة تبلغ من العمر سنتين و8 أشهر، عنيدة! وإذا لم ألبي لها رغبتها أحيانا تضربني وتصرخ في وجهي وتقول كلمات بذيئة مثلا ( حمارة.. كلبة ) على الرغم من أنني أمتنع بقول هذه الكلمات لها حتى لا تقولها، ولكن التقطتها من أقرانها الأطفال، وإذا فعلت هذا الفعل جربت معها عدة طرق مثلا، بأن أمنعها من الحلويات التي تفضلها وأقول لها السبب منعتها لأنك فعلتي كذا وكذا وجربت معها أن أتجاهلها تماما حوالي نصف ساعة إلى ساعة وهي تلاحظ ذلك وتحاول التقرب مني ولكن أتجاهلها ولكن دون فائدة.
علما بأن لدي طفلة أخرى عمرها 10 أشهر وهي تغار منها وتضربها أحيانا.
رجاء أريد حلا عاجلا وسريعا في كيفية التعامل مع ابنتي حتى تحترمني؟ لأني أخاف أن تكبر وتتعود على هذا الأسلوب معي.
علما بأني مهتمة بها ولا أفضل الصغرى عليها، وهي طول الوقت معي، وأنا التي أعتني بها وليس الخادمة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يحفظ لك البنات، وأن يصلح لنا ولك الأحوال والنيات، ومرحبا بك في موقعك مع آباء وإخوان يتمنون لك التوفيق والخيرات.
وأرجو أن تعلمي أن طفلتك في مرحلة عمرية تتميز بشدة العناد وسوف يتغير الوضع بمضي الأيام بعد توفيق رب العباد، فارفعي أكف الضراعة لمن يهب الأولاد ولا تقابلي عنادها بالعناد، وزيدي من العطف عليها، وكلميها على انفراد ورحبي بكل خطوة للأمام، وأسمعيها كلمات الثناء، وواصلي التغافل والإهمال لتصرفاتها، واختاري الألفاظ التي تحثها على الاستماع، ولا تكثري من التوجيهات، وتجنبي الأسئلة التي أجابتها بلا أو نعم، وقولي لها في لطف أن حبي لك يزداد عند سماعك للتوجيه.
كما أرجو أن يجتهد والدها في تحريضها على طاعتك، ولا تنتقلي من وسيلة علاج إلى غيرها ما دامت آثارها ظاهرة وثمارها نافعة، فإن الطبيب لا يغير الدواء إلا بعد اكتمال الجرعات، ولا تتصرفي بطريقة تفرغ العقوبة من مضامينها كأن تعتذري وتنكسري، ولا تستخدمي العقوبة إلا بعد التأكد من آثارها، فلن يضرها منعك لها من الحلوى إذا كان والدها يعطيها، ولن تتأثر بعدم كلامك معها إذا كان هناك من يأويها.
والصواب أن يقوم الوالد بنفس الدور، يقول لها: أنا أحبك لكني سوف أغضب إذا لم تسمعي كلام والدتك، ويشتد غضبي إذا قمت بشتمها لأن ذلك يغضب الله، والمسلمة تخاف من غضب الله.
ولا ننسى أن نقول أن القليل من العناد لا يخلو من الفائدة؛ لأنه مرحلة من مراحل تكوين الشخصية، والمسلم يعاند الباطل وأهله ولا خير في الإمعة، ولذلك سوف تتوقف موجة العناد عند وصولها للسادسة من عمرها، وقد يعود إليها بعض العناد بعد بلوغها وعندها لابد من الحوار والإقناع والثقة والوضوح.
وأرجو أن تقبلي عليها إذا تأثرت وأقبلت عليك، فإن الغرض هو عودتها إلى الصواب، ولابد من أن تتوقعي تكرار الخطأ لأن هذه من طبائع الأطفال الذين يحتاجون للتوجيه المستمر، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (مروهم بالصلاة لسبع) ثم يستمر التوجيه والتكرار ثلاث سنوات كاملة ويتكرر التوجيه في اليوم خمس مرات.
وقد أسعدني قيامك بالمهام التربوية، وهكذا ينبغي أن تكون الأمهات، فإنه ليس على وجه الأرض من يسد مكان الأم، والتربية بضاعة لا يجوز استيرادها واستقدام من يقومون بها؛ لأنها تنبع من عقيدتنا وعاداتنا الموافقة لشريعتنا، ولا مانع من أن تتولى الخادمة الغسل والتنظيف وتتولى الأمهات النجاحات مهمة التربية والتوجيه.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن أعلن إعجابي باهتمامك وفهمك لدورك وهذا الذي دفعك للسؤال، ومرحبا بك في موقعك ونحن لك بمنزلة العم والخال، ونسأل الله أن يصلح لك العيال وأن يرزقك طاعة الكبير المتعال.
وبالله التوفيق والسداد.