زواج الشاب بفتاة ذات دين وخلق مع أنه يكبرها بأشهر فقط

0 333

السؤال

السلام عليكم.

الإخوة القائمون على هذا الموقع! أعانكم الله على خدمتكم للإسلام والمسلمين، وبصفة خاصة خدمة الاستشارات.

والسؤال بالتفصيل: هو أني تعرفت على فتاة أكبرها بخمسة أشهر، وما زلت أظن أن فارق السن مهم جدا لتحقيق السعادة الزوجية والتفاهم بشكل أفضل؛ ولهذا فإني أرى هذه الأشهر ليست فارقا كبيرا، ومن خلال كلامي معها بدأت أفكر، وأطلقت العنان لكل تصوراتي وظنوني أنها ذات دين وخلق جميل، ولكن يبدو لي أنني لا أستطيع معرفة ذلك، فما الحل؟ وكيف أستطيع أن أعرف أن هذه الفتاة حقا كما أظن، فالأمور ليست سهلة، مع العلم أني أعيش في الغرب حيث طغت المادية، وأمسكت بزمام أمور الحياة بسيطرتها على الساحة، والعقول، أفيدوني أفادكم الله، وهل فارق السن هذا مشكلة؟

أجيبوني عن مشكلتي دون اللجوء إلى الاستشارات الأخرى للدقة، وشكرا.

والله الموفق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شعيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الشباب إذا وجد في نفسه ميلا لفتاة طرق باب أهلها وسأل عن أحوالها وأخلاقها، وتعرف على أعمامها وأخوالها، وطلب من أهل الفتاة أن يتعرفوا على أخلاق ودين وأمانة ومسئولية من يتقدم لطلب يد فتاتهم، ولا شك أن الدين والأخلاق لا يخفى، وقد أحسن من قال:

دلائل الخير لا تخفى على أحد كحامل المسك لا يخلو من العبق

ونحن ننصحك بضرورة التحرك في خطوات ثابتة وطلب رأي مشورة ومساعدة والديك ومحارمك من النساء، فهن الأقدر على الدخول في حياة الفتاة والتعرف على حقيقتها، والأمر متاح لهن من الناحية الشرعية أيضا، كما ينبغي عليك أن تسأل عن أحوال أسرة الفتاة من خلال جيرانها وأصدقاء الأسرة، فإذا وجدت طمأنينة وغلب على ظنك ما فيها من الخير واستخرت من بيده الخير فتوكل على الحي الذي لا يموت وتوجه إلى من يبده التوفيق.

ونحذرك من ما يفعله بعض الشباب من التوسع في العلاقة مع الفتاة دون أن تكون هناك رابطة شرعية تبرر تلك العلاقة: (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ))[النور:63].

وقد ثبت بما لا يدع مكانا للشك أن العلاقات العاطفية التي لا تحتكم إلى ضوابط الشرع خصم على سعادة الزوجين، وسبب للشقاء والشكوك، ومجلبة للفتور العاطفي، هذا بالإضافة إلى أن الفائدة قليلة إن لم تكن معدومة؛ وذلك لأن كل طرف يظهر فضل ما عنده ويخفي السلبيات؛ لأنها علاقات تقوم على المجاملات وإظهار الحسنات، والخاطب كذاب، وكذلك المخطوبة كما قيل، ومن هنا تتجلى عظمة هذا الدين الذي يبين العلاقة على المسئولية والوضوح والواقعية، بالإضافة إلى الحب الحقيقي الذي يركز على الإيجابيات ويسعى في تصحيح السلبيات؛ لأن الإنسان لا يخلو من العيوب رجلا كان أو امرأة، ولكن طوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه.

والأمر يحتاج إلى استخدام العقل والتريث في الأمر والاهتمام بالنظرة الشاملة للشريك، واصطحاب التوجيه الإلهي العظيم: (( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ))[النساء:19].

وأرجو أن يعرف الشباب أن الحب لأول وهلة قد يكون مجرد إعجاب، وأن مسيرة الحياة الأسرية طويلة وعامرة بالجراح والأفراح، فتوكل على ربك الفتاح واسلك سبل النجاح وانتظر من الله الفلاح، ونسأل أن يأخذ بيدك إلى طريق الصلاح، واذكر ربك كثيرا وخاصة في المساء والصباح.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يلهمك السداد والفلاح.


مواد ذات صلة

الاستشارات