السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فمشكلتي تختص بأحد إخواني، وأرجو العون والتوجيه.
لي أخ يبلغ من العمر 28 عاما، وحالته الاجتماعية أعزب، وهو عاطل عن العمل، وقد تعلم حتى الصف السابع - الأول متوسط -، وخرج من التعليم، وأصبح يردد عبارات: بأنه سوف يعمل، ومرت السنون، وللأسف الشديد أن والدتي هداها الله تؤيده كثيرا، وتدافع عنه كونه أصغر أولادها، وحينما حدثناها عن وضعه من حيث عدم العمل والأكل والنوم فقط، صاحت بنا وزجرتنا وطردتنا من المنزل، فقررت متابعته لعلي أعرف عنه شيئا جديدا، فبحثت وراءه واكتشفت نظامه كاملا، وهو كالتالي: يستيقظ عند الساعة 12 أو الواحدة ظهرا، ثم يغتسل ويجلس ليدخن، ثم يأتون بالغداء فيتغدى معهم، ثم يقوم فيخرج من المنزل ويذهب إلى سوق القات، ويقوم بتخزين القات ويبقى على هذا الحال بلا صلاة ولا ذكر ولا عبادة ولا خير حتى الساعة العاشرة ليلا، حيث يذهب بسيارته بعيدا ويتناول القات ولا يتحرك أبدا، وإنما يجلس بورقته وقلمه ليحسب المشاريع والخيالات والأوهام، ثم يعود إلى المنزل ويتعشى، ثم يعود إلى التخزين حتى الساعة السادسة صباحا، ثم ينام ليستيقظ ليعود إلى حالته.
ووجدته مصاحبا لكثير من رفاق السوء، وللأسف يرتكبون موبقات كثيرة، نسأل الله السلامة والعافية.
وأما حالته المادية؛ فهي حسب معرفتي ضعيفة صفرية لا قيمة لها، ولا أدري من أين يوفر المبلغ الذي يقوم بشراء القات به وتعبئة وقود السيارة، حيث يتطلب هذا المبلغ يوميا ما يعادل 20 ريالا سعوديا، ومن المعلوم أننا هنا في اليمن يكون هذا المبلغ راتبا لموظف لدى الدولة مدرسا أو مهندسا، فكيف يحصل على المال بالرغم من عدم عمله، ومحدودية وقت فراغه؟! والكثير من الغموض يكتنفه.
والمشكلة أن والدتي لا زالت تسميه يتيما، فتقول لنا: أحسنوا إلى هذا اليتيم! لماذا لا تعطونه المال؟ ولماذا لا تدعمونه؟ مع أننا نحن لا نستطيع إلا بالكاد توفير طعامنا وأولادنا، فكيف بأخينا الذي يبلغ من العمر 28 عاما وهو عاطل عن العمل، وليس لمحدودية فرص العمل إلا 30% فقط من الموانع، وأما الموانع الأخرى فهي الكبرياء الفارغ الأجوف، والكسل الشديد والميل إلى الراحة، وقديما قيل: إن النعيم لا يدرك بالنعيم.
لا أدري ماذا أفعل؟! احترت وزادني كمدا أن شقيقتي قامت ببيع أرض لها، ثم قامت بإعطائه المبلغ لشراء السيارة على أساس أن يعمل عليها ويكد، ووافقنا فرحا بأن يتخلص من العطالة ويعمل ليتزوج ويبني مستقبله، إلا أننا صدمنا في النهاية بأنه حولها إلى سيارة وزير، تغدوا به وتذهب إلى حيث يشتري النبتة اللعينة، ثم يجلس في مكان يتعبدها لا يتحرك من مكانه إلا بعد مضي ثمان أو عشر ساعات.
مع العلم أننا جميعا نقطن في بيت واحد 4 عائلات، وتأتي فواتير الماء والكهرباء مهلكة، ونحن ندفع ثمنها، ونظل في حيرة من نفاد الراتب، وهو لا يدفع شيئا، والوالدة تدافع عنه أنه يتيم.
فإن طلبنا منه أن يدفع فهو لا يعمل، وإن لم نطلب فلن نصبر عليه أكثر مما يجب، وقد قررنا طرده، وأنا هنا أتحدث عن حالة مستعصية حرجة، وليست في بدايتها، فقد تعبنا لعشر سنوات.
فماذا نفعل؟! وما هو دور الأم في تدمير ابنها؟!
وجزاكم الله خيرا.