أعاني من وساوس وقلق وفقدان الثقة في نفسي

0 325

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله في جهودكم ونفع بعلمكم وجعل ما تعملون في موازين حسناتكم، وبعد:

أنا أعاني من الوسواس القهري ومن القلق والتوتر وفقدان الثقة في النفس، ذهبت إلى أخصائي قبل حوالي سنة، وصرف لي علاجا اسمه زيروكسات وبحمد الله تمكنت من التخلص من الوسواس القهري ولكن مررت بظروف حيث أني انتقلت من المدينة التي كنت أعمل فيها إلى مدينة أخرى وحصل لي بعض التغيرات مما أثر على نفسيتي، وبدأت بفقدان الثقة ومعاودة الوساوس مرة أخرى وافتقدت التركيز والهدوء، علما أنني أحاول السيطرة على نفسي ولكن أشعر أحيانا بالراحة والتركيز والثقة بالنفس في يوم أو يوم ونصف ثم تختفي لأيام، علما بأن العلاج أستخدمه يوميا معدل 40 مليجراما إلى الآن، فما نصيحتكم لي؟ وهل يوجد علاج أفضل تنصحونني به، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الفاضل: الوساوس القهرية والقلق والتوتر تعالج بعدة وسائل، الأدوية تعتبر وسيلة من الوسائل الفعالة والجيدة، والزيروكسات حقيقة هو من الأدوية الجيدة، وأنت تتناول العلاج بجرعة 40 مليجراما، وفي اعتقادي هذه الجرعة جرعة ممتازة، وإن كان بعض الناس يحتاج إلى 60 مليجراما في اليوم، أي ثلاث حبات.

أنت حقيقة ربما يكون لديك إشكالية عدم القدرة على التواؤم، أو التوافق، حيث أن انتقالك من مدينة إلى أخرى جعل هذه الأعراض تعاودك مرة أخرى، ربما تكون شخصيتك حساسة، فإذن أخي حاول أن تتواءم مع محيطك، حاول أن تتواءم مع الظروف التي تعيش فيها، حاول أن تركز على عملك، أن تقسم وقتك بالصورة الصحيحة، اذهب إلى حلقات العلم، شارك في حلقات التلاوة، اذهب إلى الأسواق، اذهب إلى المكتبات العامة، مارس الرياضة، ودائما قل لنفسك أن هذه الأعراض يجب أن لا تشغلني، هذه الأعراض يجب أن لا تعيقني، أنا أقوى من ذلك، أنا لدي المقدرة لعمل أشياء كثيرة، هذا المنهج المعرفي الإيجابي ركيزة أساسية جدا في العلاج، وكثيرا ما نجهله أو لا نعطيه قيمته، فإذن أخي أنا أرى أن ذلك هو الضروري جدا بالنسبة لك، لا تستكين ولا تستسلم لهذه الأعراض، حاول أن تكيف نفسك مع محيطك، وصدقني أن الوساوس يمكن أن تزول تماما.

كما ذكرت لك من ناحية الدواء، الزيروكسات يعتبر علاجا جيدا وممتازا، لكن هنالك دراسة الآن تشير أن الإنسان إذا تناول الزيروكسات مع البروزاك ربما يؤدي هذا إلى نتيجة أفضل في بعض الناس، لا أقول أن هذه الدراسات يمكن أن نعتد بها في هذا الوقت، ولكن ربما يكون من المستحسن أن تجرب ذلك، خفض الزيروكسات بمعدل نصف حبة وابدأ في تناول البروزاك بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، ثم بعد أسبوعين، يمكنك أن تتوقف من نصف الحبة الآخر من الزيروكسات، أي تكون الجرعة العلاجية هي كبسولة واحدة من البروزاك، وحبة واحدة من الزيروكسات، وإذا لم تتحسن بعد شهر من هذه التركيبة الدوائية، يمكنك أن ترفع البروزاك إلى كبسولتين في اليوم، وتستمر على حبة واحدة من الزيروكسات.

أقول لك هذا يا أخي، وفي ذات الوقت أود أن أؤكد أن الزيروكسات من الأدوية الجيدة جدا، ولكن لا مانع أبدا من أن تحاول ما ذكرته لك، حيث أنه توجد بعض المسانيد أو الإثباتات العلمية التي تشير أن بعض الناس قد استفاد من هذه التركيبة العلاجية.

أخي: أرجو أن تكون حريصا جدا على ممارسة الرياضة، أرجو أن تثق في مقدراتك، أرجو أن تجرد حياتك، وسوف تجد أن هنالك الكثير من الإيجابيات التي كنت تغفل عنها، حاول أن تطور مهاراتك أي نوع من المهارات في محيط الوظيفة، أنت منسق مشاريع وهذه وظيفة حقيقة جيدة وممتازة، وتتطلب أن تكون لك الصفات القيادية، تتطلب أن تكون لك المهارات، ويمكنك أيضا أن توسع أفقك ومعرفتك واطلاعك، خاصة أن المشاريع الآن أصبحت كثيرة ومتسعة، ويوجد هنالك الكثير من التنافس، وبالطبع التميز يعتبر وسيلة من وسائل النجاح، فأرجو أن تسعى لذلك.

وأسأل الله لك التوفيق والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات