السؤال
السلام عليكم.
أريد بعض الأحاديث النبوية والقصص التي تعلمنا تربية أبنائنا تربية إسلامية صحيحة. مع العلم أن لي طفلين أعمارهما بين سنة و3 سنوات.
جزاكم الله عنا ألف خير والسلام عليكم.
السلام عليكم.
أريد بعض الأحاديث النبوية والقصص التي تعلمنا تربية أبنائنا تربية إسلامية صحيحة. مع العلم أن لي طفلين أعمارهما بين سنة و3 سنوات.
جزاكم الله عنا ألف خير والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فريد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد قال رجل للأستاذ/ مالك بن نبي رحمة الله عليه: ولد لي مولود وأريد أن أعرف منهج الإسلام في تربيته، فسأله الأستاذ: منذ متى ولد لك؟ قال: منذ شهر، فقال له الأستاذ: لقد تأخرت كثيرا !! ثم قال له: لعله يبكي، فتسارعوا إلى عمله؟ قال: نعم، قال: فلا تفعلوا، لأنه إذا بكى وضربه اليهود فلن يكون عنده إلا الدموع.
رحم الله الأستاذ لقد كان ينظر ببصيرته لا ببصره، وكأنه كان يشير إلى أمة من البكائين الذي لا يملكون أمام عدوهم سوى الندب والشجب والبكاء، ولست أدري هل تنصر الدموع حقا وتهدم باطلا!!
وأرجو أن تعلم - أخي الفاضل - أنني قصدت من إيراد القصة أن نضع يدنا على عظمة هذا الدين الذي يهتم بالأطفال قبل أن يوجدوا ويولدوا، كما قال أبو الأسود الدؤلي لأولاده: لقد أحسنت إليكم صغارا وأحسنت إليكم كبارا وأحسنت إليكم قبل أن تولدوا فقال له: أما إحسانك لنا كبارا فقد عرفناه، وأما إحسانك لنا صغارا فما أنكرناه، فكيف كان إحسانك لنا قبل أن نولد؟ فقال لهم: ( لأنني تخيرت لكم أما لا تعيرون بها)، ولكني أريد أن أقول لك وسائر الفضلاء والفاضلات الذين يهمهم فلاح الأبناء والبنات: إن أول الخطوات لصلاح الذرية تبدأ بتصحيح النية والتوجه إلى رب البرية.
وإن صلاحنا ينعكس على أبنائنا حتى قال سعيد بن المسيب لولده: (والله أني لأزيد في صلاتي من أجلك) قال تعالى: (( وكان أبوهما صالحا ))[الكهف:82] قال ابن كثير: وكان الجد السابع، فانتفعوا بصلاحه، فلنبدأ مشوارنا في التربية بالتوبة النصوح والاجتهاد في طاعة الله، فإن لطاعة الله أطيب الثمار في نجاح وفلاح الكبار والصغار.
أما بالنسبة لهدي النبي _صلى الله عليه وسلم_ في هذا الجانب فلا يمكن الإحاطة به، ولكني أدلك على كتب في تربية الأبناء في ظلال الحديث الشريف للأستاذ / خالد أحمد الشلتوت، وكتاب عن منهج النبي _صلى الله عليه وسلم _في تربية الناشئة للأستاذ/ سليمان خلف، بالإضافة إلى الكتب الموسعة مثل تربية الأولاد في الإسلام لعبد الله ناصح علوان، وكتاب فن تربية الأولاد للأستاذ/عبد الحليم مرسى وغيرها من الكتب.
وإليك بعض معالم الهدي النبوي في هذا الجانب:
1- ركوب الحسن على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وهو في محرابه أمام أصحابه بين يدي ربه، ويؤخذ منه أهمية الإشباع العاطفي والسلامة من العلل النفسية لقوله: (فكرهت أن أعجله).
2- مدح النبي صلى الله عليه وسلم لنساء قريش بأنهن خير من ركبت الإبل، ثم قال في المؤهلات: (أحناهن على ولد في صغر) وهذا يفيد في زرع الثقة وتحقيق الأمن والإشباع العاطفي.
3- قوله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) وهذه إشارة لأهمية العدل؛ لأن غيابه يورث أمراضا وآثارا خطيرة، وتكون نتيجة ذلك التمرد والعناد والبكاء والتبول الليلي، ورفض الطعام والتمارض.
4- اهتمامه بلعب الأطفال، وربما جعلوه هدفا لهم، وهذا يدرب الطفل على التعامل ويحرك فيه المهارات الكافية ويؤهله للجد والعمل، ويعوده على الصبر على الهزيمة وتقبلها، والانطلاق لتكرار المحاولات وعدم الفرح الزائد بالنصر، والأحاديث والمواقف في هذا الجانب كثيرة.
5- قال أنس رضي الله عنه: (كنا نلعب مع الصبيان فمر النبي صلى الله عليه وسلم فسلم علينا).
6- التربية على الورع: (كخ كخ!!) للحسن عندما وجد ثمرة ملقاة على قارعة الطريق، وخشي أن تكون من الصدقة؛ لأن الصدقة لا تجوز للنبي وآله.
7- التربية المستمرة (مروهم بالصلاة) تستمر في الأمر والتوجيه لمدة ثلاث سنوات تكرر فيها الصلاة في كل يوم خمس مرات.
8- التربية على العفة من خلال: (وفرقوا بينهم في المضاجع)، ومن خلال الأمر بغض البصر وستر العورة، وآداب الاستئذان، والنهي في الخلوة بالأجنبية.
9- تربية الغيرة من خلال قوله: (أترضاه لأمك) بعد أن قربه وأمنه وحاوره - وهذه ثلاثية النجاح في التعامل مع المراهق.
10- التربية على العقيدة من خلال وصيته لمعاذ: (أتدري ما حق الله على العباد)، ومن خلال وصيته لابن عباس: (إني أعلمك كلمات).
وهذه مجرد إشارات والأمر يطول، ولكني سعيد برغبتك في السير على خطا النبي صلى الله عليه وسلم وهديه، وأبشر بقوله تعالى: (( وإن تطيعوه تهتدوا ))[النور:54].
ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
وبالله التوفيق والسداد.