السؤال
السلام عليكم..
أبنائي (مهند 14 سنة، معن 12 سنة)، وعلاقتهم مقطوعة مع بعضهم البعض، ليس كأي أخوين يلعبون ويتحدثون مع بعضهم، آمل إسعافي بالحل السريع؟ فإني أريدهم كأي أخوين يتعاملون مع بعضهم، علما بأني بذلت كل المحاولات، وكذلك والدهم ولكن دون جدوى.
شاكرة لكم تعاونكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم مهند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن أطفالك -حفظهم الله- في سن يشتد فيها حب التميز والرغبة في إظهار الشخصية، وقد تزداد المسألة تعقيدا إذا شعر أحدهم أن الآخر مفضل ومقدم عليه، أو لاحظ أنكم تهتمون بالآخر ربما لتفوقه أو لأي سبب آخر، والبيوت تصلح بعد طاعة الله وذكره بالحرص على العدل والتوازن في الجرعات العاطفية، ومن المفيد كذلك إصدار توجيهات مختلفة، والتكليف بمهام متباينة، وإظهار حاجتكم إلى خدماتهم ومساعدتهم لكم، والابتعاد عن المقارنات السالبة، فإن الله وزع القدرات والمواهب، وما من إنسان إلا وله جوانب تميزه عن غيره، ونجاحنا يكون باكتشاف تلك المواهب وتنميتها.
وأرجو أن تحرصوا عند حصول الخلاف على فك الاشتباك دون الانتصار لطرف دون طرف، وأفضل من ذلكم أن تشغلوهم بالأمور المهمة، ولا بأس من أن نقول: أنتم تختصموا هنا وأنا أعمل وحدي ولا أجد من يساعدني فأرجوك يا مهند أن تفعل كذا، وأنت يا معن أرجوك أن تقوم بكذا، مع ضرورة كثرة الدعاء لهم وتجنب الدعاء عليهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، وقد قال عبد الله بن المبارك لرجل اشتكى من ولده: هل دعوت عليه؟ قال: نعم، فقال: فأنت أفسدته.
ويمكن للأب أن يأخذ معه أحدهم ويترك لك الثاني، وفي اليوم الثاني يحصل العكس، حتى تقل فرص الاحتكاكات السالبة.
وأرجو أن لا تعلنوا عجزكم ولا تقارنوهم بالآخرين، ففي كل أسرة سلبيات وإيجابيات، ولا مانع من البحث عن الأسباب الحقيقية للخلافات، ومعالجتها بطريقة خفية، فلا تذكروا سلبيات أحدهم أمام الثاني، وأكثروا من الثناء على الجميع، ولابد أن تتفقوا على منهج موحد في التربية والتوجيه، فإن التناقض في التوجيهات له آثار سلبية، ولست أدري هل شارك في تربية أحدهم جده أو جدته؟ لأن الجرعة العاطفية تفقد التوازن في هذه الحالة ما لم تقم الأسرة بمراعاة ذلك، وأكرر ضرورة الابتعاد عن المقارنات السالبة، ولكن الصواب أن تقولوا: نعم الرجل مهند لو واظب على الصلاة، ونعم الرجل معن لو اجتهد في دراسته، وهكذا نقوم بتشجيع الجوانب الإيجابية، والإشارة بلطف إلى الجوانب السلبية، وهذا منهج نبوي، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)، كما نتمنى أن يجدوا في البيت الوفاق والحب والتفاهم، واعلموا أن بيوتنا تصلح بطاعتنا لله، وبحرصنا على كل أمر يرضيه، كما أن أولادنا ينتفعوا بصلاتنا وصلاحنا، حتى قال سعيد بن المسيب لولده: (إني لأتذكرك فأزيد في صلاتي لأجلك)، كما أرجو أن يكون البيت عامرا بالذكر والتلاوة حتى يخرج الشيطان.
ونسأل الله لكم التوفيق، ولأولادكم التآلف والصلاح.
وبالله التوفيق.