أمي ترفض زواجي

0 499

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا: أود أن أشكر القائمين علي الموقع، فجزاكم الله كل خير.

أنا الابن الأكبر لوالدي، مهندس، لي أخ وأخت أصغر مني، والدي متوفى منذ حوالي 25 سنة، فقد توفي وأنا صغير، المشكلة التي سأذكرها لكم بدأت منذ أن بدأت أفكر في الزواج، على الرغم من أنني متأخر نتيجة عدم تشجيع أحد من عائلتي، والكل يقول: إن الزواج لابد أن يكون بعد معرفة الحياة، وطبعا الكلام كله بطريقة غير مباشرة، وبعد تخرجي من الكلية لم يكن متوفرا لدي الإمكانيات المادية للزواج أو حتى التفكير، والحمد لله فعند سن الثلاثين حالتي المادية كانت كافية للتفكير والبحث عن زوجة، لكن بنفسي، حتى أني كنت لا أصارح أهلي أني أبحث عن زوجة؛ خوفا من غضب والدتي، على الرغم من عدم تصريحها بأي شيء، وفي أوقات كثيرة كنت أحاول التلميح، ولكنها كانت ترفض بالتلميح أيضا، ولم تقل لي مرة واحدة كبعض الأمهات: (نفسي أفرح بيك أو شاهدت فتاة مناسبة لي) وفي ذات مرة شاهدت فتاة وأعجبت بها مبدئيا، وأجبرت العائلة على الخطوبة والحمد لله تمت على خير، وسافرت خارج بلادي للعمل، ويوم عودتي للإجازة ومحاولة عمل إجراء الزواج، فوجئت بأن والدتي تقول لي إنها غير موافقة، وأني لو أتممت الزواج فهي لن تكون لها علاقة بي، وذكرت لي بعض الأسباب وإن كنت غير مقتنع، وعلى الرغم من أن أختي وأخي كانوا في صفي لكن خوفا من غضبها كانوا على الحياد، وأمام الإصرار تم فك الخطوبة، وحاليا أحاول إقناعها بالبحث لي عن عروس، أريد أن أشعرها أني لا أريد أن أبتعد عنها، ولكن لتكون مشاركة في الاختيار، وكلما رشح أخي أو رشحت أختي لي فتاة تذهب إليهم والدتي وتقول بأنها غير مناسبة، وأمرتني أن أبحث بمعرفتي، ورافضة للبحث لي، وأنا حاليا محتار؛ نظرا لأن العمر يتأخر، وأنا لا أريد أن أغضبها ؛ لأني أحبها جدا، وهي مستعدة لتقبل أي شيء حتى عملي بالخارج تشجعني عليه، لكن الزواج لا، مع العلم بأن أخي وأختي غير متزوجين، وهم أصغر مني.

أرجو المساعدة في كيفية إقناعها مع العلم بأنها لا ترفض علانية، ولكن بأعذار مختلفة؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المهندس أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يعينك على بر والدتك وإكرامها والإحسان إليها، وأن يشرح صدرها للموافقة على زواجك، وأن يرزقك زوجة صالحة مباركة.

وبخصوص ما ورد برسالتك فأنا فخور بوجود مثلك في شباب هذه الأمة الذين يحرصون على إرضاء والديهم، ولو على حساب أنفسهم وسعادتهم، واعلم أخي أسامة أن هذه التضحية لم ولن تضيع عند الله أبدا، وأن الله سيكرمك كرما عظيما ويسعدك في الدنيا والآخرة؛ لأن بر الوالدين والإحسان إليهما والصبر على أذاهما من أعظم القربات وأجل العبادات.

وأما عن موقف والدتك من موضوع زواجك، فأرى أن تجلس معها وحدك بالمنزل أو خارجه، وتفتح معها الموضوع وبكل صراحة، وتناقش معها الأمر وتسمع وجهة نظرها وتبحث معها سبب رفضها غير المعلن، إلى أن تنهي الموضوع تماما، ولا تدعها تعطيك إجابات شكلية أو مطاطة، وإنما حاول معها بكل وسيلة من وسائل الإقناع أن تتعرف على سبب موقفها هذا، وما هي مخاوفها إن وجدت؟ وأعطها كل الضمانات التي تريدها بغاية الأدب والرفق والتواضع والاحترام، وأنا واثق وبإذن الله ستنجح نجاحا باهرا، ولن تخرج من هذه الجلسة إلا بمعرفة الحقيقة وحل المشكلة كلها إن شاء الله، فتوكل على الله واستعن بالله، ويا حبذا لو صليت ركعتين بنية قضاء الحاجة وأكثرت من الدعاء أن يوفقك الله لتغيير موقفها ومشاركتها لك في اختيار الزوجة وتهيئة عش الزوجية، فاستعن بالله وتوكل عليه، وستجد خيرا كثيرا إن شاء الله؟

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات