صعوبة النطق لدى الأطفال.. الأسباب والعلاج

0 843

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طفلة عمرها أربع سنوات ونصف تنطق بعض الكلمات وتلفظ بعض الأحرف دون بعضها الآخر، فلا تستطيع نطق الراء والحاء والضاد والطاء والفاء والقاف والكاف والعين والغين والزاي، أو نطق كلمات تحوي الأحرف السابقة بشكل صحيح، فمثلا تقول: (ايب) بدلا من (عيب) و(موس) بدلا من (موز)، كما أنها ترفض أحيانا لفظ تلك الأحرف وتتهرب من ذلك، علما بأنها طفلة ذكية جدا تفهم جميع ما يقال أمامها.

وقد قال طبيب أن محيط رأسها طبيعي، فما سبب تلك الحالة؟ وما اسمها؟ وهل تعتبر خطيرة أم بالإمكان أن تتحسن؟ وما السن الطبيعية للنطق الصحيح للأحرف كاملة؟ وما العلاج (العملي) الفعال لتلك الحالة من دواء (متوفر) وغذاء ودعاء؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمثل هذه الصعوبات في النطق غالبا ما تكون ناتجة من نوع من الخلل البسيط في حركة اللسان، فربما يكون هذا واحدا من الأسباب التي أدت لذلك، أو ربما يكون هنالك أيضا نوع من الضيق في المجرى الهوائي، وهذا أحد الاحتمالات.

والاحتمال الآخر هو أن الطفلة كانت مترددة في البداية في نطق هذه الأحرف ولم تعلم بالصورة الصحيحة، ثم بعد ذلك حدث لها نوع من التعود أو التطبع على النطق بالحروف بهذه الصورة المعيبة، وهذا الاحتمال أنا أعتقد بأنه احتمال ضعيف جدا.

والأرجح أنه ربما يكون هنالك نوع من عدم التواؤم بين الأجزاء التي توجد في الفم والأنف والتي تخرج لنا الحروف.

كما أن واحدا من الأسباب التي نراها عند الأطفال وتسبب مثل هذه العلة هي أن حركة اللسان لا تكون منسابة وسهلة، وذلك نسبة لأن الرابط الذي يسبب الجزء الخلفي في اللسان بأسفل الفم يكون أكبر من الشيء المعتاد، وهذا بالطبع يمكن إثباته أو نفيه بعرض طفلتك على الطبيب، أي أن اللسان حين يكون غير منطلق نسبة لوجود هذه الزيادة في أسفله تعتبر من الأسباب المهمة جدا، ولذا أرجو أن تعرض الطفلة مرة أخرى على الطبيب، ويفضل أن يكون طبيب الأنف والأذن والحنجرة حتى يتأكد من حركة اللسان، وكذلك يتأكد من مجرى التنفس، ومن مستوى سمع الطفلة، فهذا سوف يطمئن جدا، وإذا اتضح أن هنالك نوعا من الربط الزائد للسان يمكن تصحيحه بعملية جراحية بسيطة جدا لا تستغرق أكثر من خمسة دقائق، فأرجو أن تعرضها على الطبيب حتى نتأكد من هذه الناحية.

كما أنه - بحمد الله - مستوى الذكاء لدى الطفلة من الدرجة الطبيعية، أو أنه أعلى من المعدل الطبيعي، وهذا يعتبر شيء مشجع جدا، فهذا التفسير هو الذي أراه في حالة طفلتك، واطمئن وبكل صدق أن حالة ابنتك لا تعتبر خطيرة، ولكن بالطبع لابد أن نعالجها، ولابد أن نبحث عن الأسباب، خاصة وأنها بنت، ولابد أن تكون فصيحة ومنطلقة في كلامها، وعموما فإن البنات أكثر مقدرة وفصاحة في التعبير عن الأولاد حين نقارن السن بالسن.

كما أن العمر الطبيعي للنطق يتفاوت من طفل إلى طفل، وبالنسبة للبنت حين تبلغ 5 سنوات لابد أن تكون لديها القدرة لتركيب الجمل بصورة واضحة، وبالنسبة للأحرف يعتبر عمر الثلاث سنوات هو العمر الذي لابد للبنت أن تنطق فيه الحروف بصورة صحيحة.

وإذا اتضح أنه لا يوجد أي نوع من الأسباب العضوية كربط اللسان أو عيب في الجهاز التنفسي ففي هذه الحالة يتم العلاج عن طريق (العلاج التخاطبي)، فهنالك أخصائيون للتخاطب لديهم القدرة لتحسين مخارج الحروف عند الأطفال، أو حتى عند الكبار، ولا شك أن الأخصائي لديه الأساليب الفنية للتعامل مع الأطفال، فسيكون من الأفضل والجيد والمفيد جدا أن تعرضها على أخصائي التخاطب، وذلك بعد عرضها على طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وأخصائي التخاطب سوف يقوم بالتوجيه العام لكم، وإعلام الطفلة بكيفية القيام بالتخاطب بصورة صحيحة وكيفية إخراج الحروف.

وهنالك شيء لابد أن أشير إليه وهو أن الطفلة يجب أن تعطى الفرصة لأن تندمج مع أطفال آخرين في عمرها وتتفاعل معهم لأن ذلك بالطبع سوف يحسن من مستواها التخاطبي.

كما أنه يمكنكم أن ترددوا لها الأحرف التي تجد صعوبة في نطقها، وفي مثل هذه التمارين تتطلب الصبر والتكرار، وهي جيدة ومضمونة النتائج.

ونحن نعلم تماما بأن قراءة القرآن الكريم هي التي تهب الإنسان قمة الفصاحة والمقدرة على إخراج ونطق الحروف بصورة صحيحة، فسوف يكون من الجميل أن تتم الاستعانة بأحد الأخوات لتعليم ابنتك القرآن، وحتى تدربها على مخارج الحروف بصورة صحيحة، فهذا الجانب سيكون مفيد لها جدا.

ولا أعتقد أن هنالك دواء أو علاجا غذائيا يفيد في هذا الجانب، وبالنسبة للتغذية والغذاء فأعطها الغذاء المتوازن الذي تكون فيه كل المكونات والمشتقات الغذائية الضرورية، وسوف يفيدها إن شاء الله في صحتها العامة.

ولا شك أن الدعاء هو أنفع وأنجع سلاح للمؤمن، فعليك بالدعاء والتضرع لله تعالى بأن يشفي ابنتك، ويرفع عنكم هذا البلاء. ((رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي))[طه:25-28].
وأسأل الله لها الانطلاقة في كلامها وتخاطبها، وأن يحفظها، وأن يجعلها لكم قرة عين.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات