السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوتي العاملين في هذا الموقع جزاكم الله خيرا.
أنا شاب متدين وعمري 29 سنة، أعمل موظفا ـ والحمد لله-، مشكلتي مع والدي، تتلخص في ما يلي: للمرة الثانية أتعرف عن طريق أخواتي على فتاة ذات دين وخلق ما ـ شاء الله ـ بقصد الزواج ولكن في كل مرة قوبلت برفض والدي لتلك الفتاة! فما هو السبب؟
هل لأن الفتاة غريبة عن العائلة، ويجب علي أن أتزوج فتاة من عائلة تعرفها عائلتي؟ مع العلم أن في كلا المرتين عائلة الفتاة توافق وأبقى أنا في الإحراج!
بل أصبح والدي يشكلان لي مشكلة كبيرة، فهما قد اقترحا علي فتيات ولكن أنا لا أرغب فيهن ويحرصان على أن أتزوج إحداهن.
الرجاء منكم أرشدوني ماذا أفعل؟ هل أعارض والدي وأتزوج من الفتاة الثانية التي ما زلت على اتصال بها لأن معارضة والدي صارت يوم أمس، أم أسمع رأي والدي؟ بالرغم من أني حاولت إقناعهم فلم أستطع، ونفس المشكلة تعرض لها أخي الذي تزوج من فتاة غير التي اختارتها أمي ( أمي أرادت بنت خالتي لكن أخي قال: لا ) وهو الآن يعاني من عدة مشاكل مع والدي، والله إني في حيرة من أمري وتأثرت في عملي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ..... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن الفوز بفتاة ذات دين وتنال موافقة الوالدين من علامات حسن التوفيق، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك وإخوانك وشكرا على سؤالك.
ولا يخفى على أمثالك أن الإنسان مطالب بإرضاء والديه والإحسان إلى زوجته، وقد يصعب عليه ذلك إذا لم يحصل على الموافقة والتأييد منذ البداية.
ونحن ننصح الشباب بإشراك أسرهم في بداية المحاولات وليس بعد اتخاذ خطوات؛ لأن ذلك يجلب الإحراج للجميع.
وقد أسعدني إدراكك لمعاناة شقيقك الذي حرص على العناد والمخالفة والعاقل يعتبر بما يحدث حوله.
ولا شك أن الاختيار الصحيح أساسه الدين والأخلاق، وعمادة الرضى والقبول، وذلك لأن (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، وحبذا لو توقف كل الأباء والأمهات عن التدخلات السلبية وساعدوا أبنائهم على تحقيق رغباتهم طالما كانت الفتاة صاحبة دين وأخلاق؛ لأن هذا هو المقياس الشرعي، كما أن كل إنسان يختار ما تميل إليه نفسه، وليس ما تميله رغبات وميل الآخرين.
الوالدين يمكن أن يختاروا لأبنهم طعاما ليأكله أو ثوبا ليلبسه، ولكنهم قد لا ينجحوا في اختيار زوجة تسعده.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبضرورة التعامل مع الأزمة بحنكة وحكمة، فإن عجزت عن الوصول إلى الحل، فأحسن الاعتذار لأسرة الفتاة ولا تقدم على خطوة جديدة حتى تكون أسرتك على علم بما تريد أن تفعله وشاورهم فإن ذلك يطيب خواطرهم ويحملهم على القبول، ولا تجعل والديك آخر من يعلم بأحوالك وأخبارك، ولن يخسر من يقدم رضا والديه.
وأرجو أن تعلموا جميعا أنه ليس من المصلحة بداية مشوارك الأسري بالمشاكل والأزمات والعناد، وعليك بالتوجه إلى رب العباد، فإنه يملك الخير وبيده التوفيق والرشاد.
وبالله التوفيق والسداد!