السؤال
أنا فتاة محجبة محافظة على الصلاة، وقيام الليل، وصلاة الفجر، وأحافظ على العادات والتقاليد، ولا أريد أن أغضب ربي مني بسبب هذا الشيء، وهو أني مرتبطة بابن عمي، ولكن هو أمامه الكثير من الوقت، حتى يكون مستعدا للزواج، ويريد أن نتحدث ونتكلم لحين مقدرته على الزواج، وبدون معرفة أحد من الأهل، ويوجد كثير من الاختلافات بيني وبينه في معظم الموضوعات التي نتحدث فيها، وهي في الإطار العام.
أرجو الإفادة بما فيه الخير لي ولديني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ SH حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بمن تحافظ على صلاة الفجر وتقوم الليل، وشكرا لمن راعت الآداب والعادات الموافقة للشريعة، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يلهمك السداد والرشاد.
لا يخفى على أمثالك أن ابن عمك هذا لا زال أجنبيا عنك، وليس في فتح باب الكلام والاتصال به مصلحة، كما أن فعل ذلك دون وجود رابطة شرعية يعتبر مخالفة: ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم))[النور:63]، وحتى لو كان ابن العم خاطبا لك، فإن الخطبة ما هي إلى وعد بالزواج لا تبيح للخاطب التوسع في علاقاته مع مخطوبته، ولا تبرر له الخلوة بها أو الخروج معها، فكيف إذا كانت تلك العلاقات في الخفاء، والفتاة العاقلة تعرف أن ثقة الأهل تهتز إذا علموا أنها تفعل شيئا دون علمهم، كما أن قيمة الفتاة ترتفع عند خطيبها بامتناعها عن مجاراته، وتدخل الشكوك إلى نفسه إذا كلمته ووافقته.
وإذا كان هذا الشاب هو ابن عمك، فإن كلا منكما يعرف الآخر، والعادات والتقاليد والثقافة متحدة، فلا تفتحوا على أنفسكم باب المخالفات والجلسات، فإن ذلك يزيد في المشاكل ويزعج الأهل، وخاصة أسرة الفتاة، ويجعل الرجل يزهد في إتمام مراسيم الزواج بسرعة؛ لأنه يقول لماذا أستعجل وأنا الآن أجد ما أريد.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبالاستمرار على ما أنت عليه من الخير، واعلموا أن الوفاق يحصل بطاعتنا لله، وأن المعاصي هي السبب في كل ما يصيب الناس، قال تعالى: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير))[الشورى:30].
أما بالنسبة للاختلاف حول بعض الموضوعات، فهذا أمر طبيعي، وسوف تحل الكثير من القضايا بعد الدخول، والحياة الزوجية تحتاج إلى بعض التنازلات من كل طرف ليكون الملتقى في الوسط، ومناقشة نقاط الخلاف في هذه الفترة لا يفيد كثيرا، بل إنه يفتح الأبواب للتدخلات الأسرية.
ونحن نتمنى أن يسارع ابن العم بإعداد نفسه لإكمال مراسيم الزواج.
ونسأل الله أن يقدر لكما الخير وأن يجمع بينكما على خير.
وبالله التوفيق والسداد.