السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي: ما هي الحالة التي أعاني منها وهي الشعور بالتوهان وانقباض العضلات، والشعور وكأني في عالم آخر، هل هي قلق عام؟ حيث أشعر بالطفش دائما، ولا أبقى في مكاني كثيرا، أم هي حالة اكتئاب أم اضطراب وجداني؟
وما هو الفرق بين القلق والاكتئاب والاضطراب الوجداني؟
كما أني الآن أتعاطى (السبراليكس) حبتين بعد الغداء، و (أندرال) حبة صباحا وحبة مساء، و(لوجتانيل 100) حبة قبل النوم.
ومتى أستطيع أن أحكم على حالتي بالتحسن، ومتى أحكم بأن الحبوب لم تنفع معي؟
وشكرا لرحابة صدركم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الحالة التي تنتابك هي نوع من القلق النفسي، ويسمى باللغة الإنجليزية (Deperfonalifabion)، وترجمته هو التغير الداخلي للشخصية، وهذا لا يعني أن شخصيتك تتغير في حقيقتها، ولكن مشاعر القلق والتوتر هي التي تؤدي إلى هذا الشعور بالطفش وكأنك في عالم آخر.
وأما بالنسبة للفرق بين القلق والاكتئاب والاضطراب الوجداني فالقلق هو شعور عام بالتوتر، وتتخلله أعراض نفسية وجسدية، وهنالك عدة أنواع للقلق: فهنالك ما يعرف بالقلق العام، أو قلق الشخصية، أو القلق الظرفي، كما أن الوساوس القهرية والرهاب الاجتماعي تأتي تحت القلق.
وأما بالنسبة للاكتئاب فهو شعور عاطفي ينظر فيه الإنسان للأمور بسلبية مهما كانت إيجابياته في الحياة، وكذلك تكون مشاعره وعواطفه مفعمة ومليئة بالحزن والكآبة وربما النظرة السوداوية والتشاؤم، كما أن الإنسان يفقد فيه الكثير من طاقاته الجسدية والنفسية وتقل لديه الفعالية المهنية والاجتماعية، والاكتئاب له عدة أنواع: فقد يكون بسيطا أو متوسطا أو شديدا، وربما يكون مصحوبا بأعراض عقلية أو ذهانية، وبعض الناس قد تصل بهم الأمور إلى التفكير في أخذ حياتهم عنوة (الانتحار)، ويتميز الاكتئاب بوجود أعراض بيولوجية مثل اضطرابات النوم، وفقدان الشهية للطعام، وقلة الرغبة الجنسية.
وأما بالنسبة للاضطراب الوجداني فقد يشمل الاكتئاب النفسي، ولكنه في ذات الوقت ربما يكون له قطب أو محور آخر وهو ارتفاع المزاج والانشراح دون مبرر، وهذه النوبات ربما تصل إلى مرحلة الهوس، ونوبات الهوس ربما تتناوب مع نوبات الاكتئاب، وفي هذه الحالة نسميه باضطراب الوجدان ثنائي القطبية.
وأما بالنسبة لما تتعاطاه من أدوية ودرجة التحسن فيا أخي الأمر أمر نسبي جدا، فمعظم الناس يشعرون بالتحسن بعد مرور أسبوعين أو ثلاثة على استعمال الجرعة العلاجية وليست جرعة البداية، والحكم على التحسن يكون بأن يشعر الإنسان بأن مزاجه أصبح أفضل، كما أن رغبته في التعامل والتواصل مع الآخرين والقيام بالواجبات الحياتية بصفة عامة قد أصبحت أفضل.
إذن؛ هذه هي المقاييس التي تستطيع أن تحكم من خلالها على درجة التحسن والنفع من العلاج، علما -يا أخي الفاضل- أن التحسن قد يتطلب انقضاء وقت أطول من بداية العلاج لدى بعض الأشخاص، فقد رأيت في ممارستي العلمية والعملية أن بعض الناس قد يحتاج لفترة ثلاثة أشهر من بداية العلاج حتى يحدث له التحسن المنشود.
وكلمة أخيرة -يا أخي-؛ هو أن بجانب العلاج الدوائي يجب ألا نهمل آليات التحسن الأخرى وهي العلاج بالعمل والتواصل والحرص على الوفاء بالواجبات الاجتماعية، ولا شك أن الالتزام بالواجبات الدينية والاقتناع القاطع بنفعها العلاجي يعطي الإنسان الشعور بالراحة والاطمئنان النفسي.
وجزاك الله خيرا، ولك التوفيق والسداد.