ما نصيحتكم لمن يعاني محاولة العدل بين زوجتيه ويفكر في طلاق الثانية لمشاكلهما؟

0 548

السؤال

السلام عليكم

لقد تزوجت الزوجة الثانية بدون موافقة الزوجة الأولى، وبعد فترة بدأت أعاني من محاولة العدل بينهن، وازدادت المشاكل والمسئوليات علي، والزوجة الأولى تريد الطلاق، ومع الثانية لم يحصل توافق مع بعضنا وتوجد مشاكل بيننا، وأفكر في طلاق الثانية، مع العلم بأنني قد رزقت من الثانية بولد وهي حامل الآن.

أرجو النصيحة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مدحت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله -جل وعلا- أن يصلح لك أهلك، وأن يعينك على العدل بينهما وإصلاحهما.

وبخصوص ما ورد برسالتك؛ فإنه ومما لا شك فيه أن سياسة أسرة واحدة وقيادتها أمر عظيم، فما بالك بقيادة أسرتين مختلفتين متنافرتين، فالأمر عظيم فعلا، وليس بالشيء الهين، ومالم يعن الله بالصبر عليه فلن يستطيع أن يقوم به أبدا.

ولذلك لا أجد لك وصية أعظم ولا أفضل من الوصية بالصبر والحلم وسعة الصدر والتأني وعدم العجلة، وألا تلقي بالا للتهديدات التي تشنها الزوجة الأولى أو الثانية، وأبعد عن فكرك دائما فكرة الطلاق مطلقا، وأوصل هذه الرسالة لهم واضحة، خاصة إذا كان لديك أولاد من الاثنتين، فاطرد هذه الفكرة نهائيا، وأقنعهم بأنها فكرة مرفوضة نهائيا، وأنني لست أول رجل عنده زوجتان، وهناك من لديه ثلاث وأربع زوجات وحياتهم عادية جدا بل وسعداء، فالعيب فيكن أنتن وليس في أو في التعدد، وأنه لابد من التضحية حتى تسير السفينة وتستمر الأسرة، وأن هدمها من المستحيلات.

وحاول ترضية كل واحدة بما يتناسب مع ظروفها وطبيعتها، خاصة الأولى، واطلب منها مساعدتك والوقوف معك بدلا من هدمك والقضاء عليك، وأفهم الأولى بأن الأمر قد انتهى، وأننا لابد أن نتأقلم مع الواقع وأن نستوعب بعضنا، وأن نرضى ببعض الحق، وأن نحتسب الأجر والمثوبة والعوض عند الله تعالى، وأنك لم ترتكب إثما أو تقترف منكرا بزواجك من ثانية.

وركز جهودك على الأولى، وأشعرها بأنها ستظل الأولى دائما، وأنك تعتمد عليها بعد الله، وأنك لست على استعداد للتخلي عنها مهما كانت الظروف والأسباب.

ومن جهتك أنت فاجتهد في العدل والإنصاف، وتذرع بالصبر ولا تتأثر بما يصدر من تصرفات ومكائد، وحاول التغافل عما تسمعه وكأنك لم تسمعه، وأكثر من الدعاء لهما على قدر استطاعتك.

واعلم أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأنه ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فأكثر منه قدر استطاعتك، وأهم سلاح بعد الدعاء ألا تفكر في الطلاق مطلقا، وابحث عن البدائل الأخرى، واستعن بالله ولا تعجز، وثق من أنك ستوفق في ذلك -بإذن الله- وتوفيقه.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات