السؤال
السلام عليكم..
أعاني منذ مدة طويلة من مشكلة تؤرقني وتضايقني كثيرا، وهي وجود قشرة بيضاء في منبت رموش العين، وبشكل شبه دائم ما لم أزلها بالماء بنفسي، وهي على ما ألاحظه ربما مرتبطة بالقشرة الموجودة عندي في رأسي، وتكثر في الشتاء، وكذلك قشرة الرموش، هذا الأمر سبب لي في بعض الأحيان انتفاخا واضحا في الأجفان والتهابا، أخذت على أثره مرهما معينا أدى استخدامه بعد فترة لزوال الانتفاخ وقشرة الرموش، ولكنها ما لبثت بعد فترة وجيزة أن عادت للظهور من جديد.
أفيدوني بالله عليكم ما حل تلك الفطريات أو القشرة الموجودة بجفوني؟ وهل زوالها يرتبط بزوال القشرة من رأسي التي تمتد عموما إلى منابت الشعر في وجهي، حواجب - ذقن - شارب؟
ولكم مني كل التقدير والاحترام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد أسعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فسنبدأ بالتشخيص ووصف المرض ثم نوجه النصائح العامة للالتهاب الجلد الدهني، ثم نخصص فقرة عن قشور الرموش.
إن الوصف لما تقول يتوافق أو يتطابق مع التهاب الجلد الدهني الذي يصيب المناطق الدهنية في الجسم، خاصة جلدة الرأس والحاجبين، والحافة الجانبية لالتقاء الأنف بالخدين، وكذلك الرموش، وأحيانا منتصف الصدر أو منتصف الظهر، ويتظاهر على شكل مساحات من الجلد الأحمر تغطيه طبقة من الإفرازات الدهنية اللزجة، والتي تختلف شدتها من مريض لآخر ومن موضع لآخر، ولكن أحيانا تكون هذه القشور جافة ومتفتتة، أي على شكل بودرة ناعمة صغيرة، هي ما يسميها الناس بالقشرة خاصة في الرأس.
ومما ينبغي تصحيحه أنه كان يعتقد سابقا أن الغدد الدهنية تفرز كثيرا فيحدث هذا الالتهاب، ولكن تبين بعد ذلك أن هناك كائنا صغيرا يسمى (بيتروسبورام أوفال) هو السبب في إحداث هذه الظاهرة والتي تؤدي لزيادة نشاط الغدد الدهنية؛ مما يؤدي إلى التهاب الجلد بسبب تراكم المفرزات عليه؛ ولذلك فإن القشرة معدية وقد تنتقل باستعمال مشط المريض، وإن التهاب الجلد الدهني قد يصيب أي عمر أي الرضع والأطفال والشباب والشيوخ الذكور منهم والإناث، وإن وجود البنية الدهنية يهيئ ويؤهب لوجود البثرات التي تشبه حب شباب ولو لم يكن المريض في سن الشباب، وقد يؤدي إلى زيادة الإفرازات الدهنية وظهور حب الشباب في سن الشباب أكثر من أولئك الذين بشرتهم جافة، كما أن البشرة الدهنية وزيادة الإفرازات الدهنية في الرأس قد تؤدي إلى تساقط الشعر؛ ولذلك يفضل العلاج المبكر.
ما ننصح به في حالة التهاب الجلد الدهني عموما أي ما يصيب الرأس والشعر والحاجبين هو ما يلي: (وفي آخره نخصص الرموش):
البدء باستعمال شامبو نيزورال مرتين أسبوعيا لمدة شهر، ثم مرة أسبوعيا لمدة شهر، ثم مرة كل أسبوعين عند اللزوم، وينبغي أن يبقى الشامبو على الرأس لمدة كافية وهي 10 دقائق عند كل غسل، ولا مانع من استعمال الشامبو الذي ترتاح له قبل النيزورال، أو بين غسلتين من غسلات النيزورال.
في المراحل الأولى لا مانع من استعمال بعض من مضادات الالتهاب الموضعي إن كان هناك تهيج جديد في الجلد؛ وذلك لتخفيف الشعور بالإزعاج مثل موميتازون لوشن مرة عند اللزوم وبأقل كمية ممكنة، وعلى المدى الطويل ننصح بأخذ (فيتامين ب) المركب، لأنه قد يساعد على تنظيم الفراز الدهني.
وأما في الحالات الشديدة المعندة والمزعجة والمتصاحبة بدمامل وكيسات ونكس الالتهابات، فينصح بالروأكيوتين ولكن تحت إشراف طبيب أمراض جلدية.
وأما الرموش فالقشرة عليها هي جزء من التهاب الجلد الدهني المذكور، وإن العلاجات العامة المذكورة أعلاه من الغسل بالنيزورال وأخذ الفيتامين، أو حتى الروأكيوتين لو كانت الحالة شديدة؛ كل ذلك من شأنه أن يحسن الحالة للجلد عموما، ومنه الرموش وقشرتها.
إن ما استعملته أنت هو غالبا مرهم كورتيزوني عيني وهو علاج جيد، ولكن بشروط:
أن يكون للعين وليس للجلد.
أن يكون عند اللزوم.
أن يكون بالكمية اللازمة دون زيادة، وألا تطول فترة استعماله لئلا يضر العين، وأن يستعمل معه كل علاج عام محسن للالتهاب الجلد الدهني مما ذكر أعلاه
وأما عملية رفع هذه القشور باليد وإزالتها بالقوة فقد يؤدي إلى التقيحات والدمامل المذكورة؛ لذلك يفضل استعمال الإجراءات العادية، ومن ثم الغسل الموضعي والمرهم، وتجنب الرض للموضع، خشية حدوث الإنتانات الثانوية والتقيحات والدمامل بسبب الرض الموضعي.
إن القمل يصيب الرموش ويتظاهر بما يشبه الوصف السابق، ولكن يمكن للطبيب أن ينفي ذلك من خلال الفحص المباشر المجهري ورؤية مما يدل على القمل، وقد ذكرنا ذلك من باب الإتمام للموضوع، مع أن الصورة العامة تتماشى مع التهاب الجلد الدهني كما ذكرنا.
ختاما ننصح بمراجعة الإجابة رقم 252321، فهي متعلقة من قريب وبعيد بسؤالك، وفيها بعض الروابط التفصيلية.
وبالله التوفيق.