السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أعيش مشكلة حقيقية في علاقتي مع المجتمع، تعرفت على الكثير من الناس في حياتي لكن علاقتي معهم تنقطع بسرعة؛ وذلك لأنني أخاف الحديث مع الناس، فأنا أظن أنني لا أتقن الحديث فأخاف أن أضع نفسي في مواقف حرجة؛ ولهذا السبب أنا أعيش الآن وحيدا من دون أصدقاء، وأحيانا أبحث لنفسي عن مبررات لهذه الانطوائية لتغطية هذا الخوف، فأقول لنفسي أن عقليتي لا تتناسب مع عقلية الناس، وأحس أنني أفقد تدريجيا مهاراتي الاجتماعية حتى أني أظن أنها أصبحت شبه معدومة.
كما أعتقد أنه لولا هذه المشكلة لكنت حققت الكثير في حياتي، فأنا أحس أنني ضيعت الكثير من عمري بسب هذه المشكلة وأريد أن أتدارك ما يمكن تداركه.
أرجو منكم سادتي الأفاضل إعطائي النصح والإرشاد لأتخلص من هذه المشكلة التي تكاد تفقدني عقلي والإحساس بمعنى الحياة.
وجزاكم الله عني خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حين يكون الإنسان مدركا وعلى إلمام تام بمشكلة ما فهذا في حد ذاته يمثل حلا، وهذا في نظري ينطبق عليك، وعليه تكون أول وسيلة في العلاج هي أن تتأكد أن ما تعتقده خطأ والإصرار والاقتناع بذلك سوف يجعلك تحقر هذه الأفكار والأفعال وتستبدلها بما هو مضاد لها، هذا هو حجر الزاوية في علاجك.
ثانيا: أرجو ألا تقلل من شأنك وألا تحقر تقييم نفسك، أنت خلق من خلق الله تعالى، مكرم، وقد ميزك الله بنعمة العقل والمعرفة ونعمة الإسلام.
ثالثا: لابد أن تضع أهدافا في الحياة، الدراسة، العمل، وتلتزم بالطبيق، الكثير من الناس يفقدون الهمة والمهارات الاجتماعية لأنهم في الأصل لا أهداف واضحة لهم.
رابعا: كن واقعيا ولا تسترسل في أحلام اليقظة والفكر الخيالي.
خامسا: حاول أن تستعين بالرفقة الصالحة؛ فالأخوة الصالحون يشجعون
الإنسان ويأخذون بيده.
سادسا: انخرط فورا في النشاطات الاجتماعية الجماعية حيث يعرف عنها أنها تزيل الخجل والكسل، ومن هذه النشاطات حضور حلقات التلاوة وممارسة الرياضة الجماعية.
سابعا: حين تخاطب الناس انظر إليهم في وجوههم ولا تستعمل اللغة الحركية عن طريق اليدين مثلا.
ثامنا: لا تأسف على الماضي؛ فالإنسان يمكن أن ينظر للمستقبل ويعيشه بأمل الماضي، الماضي فقط تجربة من أجل تطوير الحاضر والمستقبل.
تاسعا: ضع لنفسك دورا تجاهد فيه نفسك، هذا الدور يمكن أن يكون على نطاق الأسرة أو في مجال العمل الخيري والاجتماعي، أن يقوم الإنسان بعمل مفيد من أجل الآخرين يشعره بقوة معنوية تجعله يسارع برفع الدافعية لديه لعمل المزيد.
عاشرا: حتى تكتمل الصورة أرى أن تتناول عقارا يعرف باسم بروزاك يحسن من الشعور الإيجابي ويزيل الخجل والمخاوف ويعرف عنه أنه يرفع الهمة والدافعية.
خذ الدواء بجرعة كبسولة واحدة يوميا بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر..
أخيرا أرجو أن تطبق هذه الخطوات جميعا وسوف تكون النتائج باهرة بإذن الله تعالى.
أسأل الله لك التوفيق والسداد والشفاء.
وبالله التوفيق.