السؤال
أنا فتاة عمري 18سنة، منذ أن دخلت المدرسة وأنا أحاول أن أبني علاقات صداقة وزمالة مع الطالبات ولم أفلح، ولكن لي شلة من البنات منذ أن كنا في الابتدائي، وكنا خمسا ولكن إحدانا تزوجت، والأخرى انتقلت إلى مدرسة أخرى، وبقينا ثلاث، ولكن واحدة منا تكرهني لا أعلم لماذا فجأة؟
حاولت أن أسألها كثيرا ولكن دائما ترد علي: لماذا أنت هكذا؟ لا شيء. وفي النهاية تأثرت الأخرى بها والآن نحن في الإجازة، ولي أسبوع ولم تتصل بي إحداهن لتطمئن علي، مع العلم أن أمي مسافرة ولأول مرة تتركني وتسافر، ولم أجد ولا واحدة منهن بجانبي، وهذا ما فتح علي جروحي؛ لأنه عندما ابتعدت عني صديقاتي لم يرن هاتفي أبدا، أرجوكم أنقذوني فهذه آخر سنة دراسية وأتمنى أن أقضيها بسعادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن العاقلة تجعل كتاب الله جليسها، وكتب الدراسة أنيسها، حتى تحقق النجاح والفلاح، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك كل توفيق وصلاح.
وأرجو أن تفتحي على نفسك أبواب العلاقات الاجتماعية، واقتربي من تلك المصلية المهذبة المؤدبة المتفوقة في دراستها المطيعة لمعلماتها، ألا تلاحظي أنها تحتشم في ضحكها وتخاف مما يغضب ربها، الحياء لباسها، والوقار تاجها، ولا تظني أن بناء العلاقات الاجتماعية الجديدة أمر صعب، وقد أحسن من قال:
( وفي الناس أبدال وفي الترك راحة ).
فلا تبكي على جفاء من ليس عندهن وفاء، واستعيني بمن يعلم الجهر وليس شيء عليه خفاء، واعلمي أنه لا خير في ود يجئ تكلفا، ولا فائدة في علاقة لا تقوم على طاعة الله والصفاء.
ولا داعي للانزعاج، وغدا ستعود والدتك فاقتربي منها واجتهدي في برها واجتهدي قبل ذلك وبعده في إصلاح ما بنيك وبين الله حتى يصلح لك ما بينه وبين خلقه، فإنه سبحانه إذا رضي عن الإنسان ألقى له القبول في الأرض قال سبحانه: ((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا))[مريم:96] فاشغلي نفسك بعمل الصالحات وتوجهي إلى رب الأرض والسموات، وتذكري أنه لا خير إلا في مرافقة الصالحات، لأنهن يحرضن على الطاعات ويعاون على البر والمكرمات، وكوني وفية لهن، وابتعدي عن ما يغضبهن، ولا تكثري عليهن من اللوم والعتاب والتمس لهن الأعذار.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وطاعته والاستعانة بذكره وعبادته.
ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك.
وبالله التوفيق.