السؤال
السلام عليكم..
تعرفت على شاب من خلال موقع زواج، ودام بيننا حوار لا يخرج عن نطاق الأدب والتدين، وتم التفاهم والتوافق وتقدم لخطبتي، وأنا أحبة جدا وهو أيضا يحبني، ولكن أخشى من طريقة التعارف التي تمت بيننا أن تؤثر على علاقتنا بعد الزواج، فماذا أفعل؟ مع أنه في غاية الأخلاق والتدين، ولكن أنا الذي بدأت بالتعارف عليه عن طريق موقع الزواج.
أشيروا علي أكرمكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شعائر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن العبرة في هذه المسألة بصلاح الشاب، وبمقدار ما حصل بينكما من الانطباع الجيد والثقة والوفاق، وأرجو أن تستغفري لما حصل من التجاوز، واحمدي الله الذي سلمك من الذئاب وردك إلى الصواب.
كما أرجو أن يشعر زوجك بصدق الود، وبأنه الرجل الوحيد في حياتك، واكتمي عنه كل ما يمكن أن يثير الشكوك، ولا تسأليه عن تاريخ ولا عن أسباب دخوله إلى بحيرة الشهوات والشبهات، وأكثروا من الحسنات الماحية، واعلموا أن الإنسان إذا تزوج فقد استكمل نصف دينه، فليتق الله في النصف الآخر.
ولا يخفى على أمثالك أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، وإن من مصلحة الزوجين أن يؤسسا حياتهما على البر والتقوى، فاجتهدوا في البعد عن المعاصي، واعلموا أن لها شؤما وآثارا مدمرة، وأنه ما حدث نفور أو شقاق بين صديقين أو حبيبين أو زوجين إلا بذنب أحدثه أحدهما، والإنسان إذا عصى الله وجد أثر ذلك في نفسه وفي شريك حياته وفي دابته وفي فأرة بيته، كما قال قائل السلف.
وإذا كان الشاب في غاية التدين والأخلاق فحق لك أن تسعدي به، وأن تحرصوا على إكمال المراسيم، وأظهري له تمسكك بدين الله، وافرحي بصلاته وصلاحه، وسيري معه على درب الخير والهداية، واستبشري بالخير ما دمت مطيعة لله، وكوني وفية لزوجك، وغضي بصرك عن من سواه، واحمدي الله الذي ألف بين القلوب، واسأليه مغفرة الذنوب.
ولا داعي للانزعاج، فإن الأمور سوف تمضى على الخير بتوفيق من بيده الخير، والقلوب بين أصبعيه، وهو سبحانه: (( لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) [الرعد:11]، كما نتمنى طي صفحة الماضي حتى عن أهلك وأقرب الناس إليك، فليس من الضروري ولا من المصلحة أن يعرفوا أن التعارف الذي حصل بينكما كان عن طريق الإنترنت.
وإذا علمت المرأة بصلاح رجل وتقواه، وأرسلت من محارمه من تشعره برغبتها في الارتباط على كتاب الله وسنة رسوله، فأرجو أن لا يكون بذلك بأس، وقريب من ذلك ما فعلته خديجة رضي الله عنها عندما أرسلت صديقتها لتعرض رغبتها على الصادق الأمين، وتم اللقاء بين الطاهرة العفيفة والرسول صلى الله عليه وسلم، وأشرقت شمس الهداية من بيتها المتواضع، وكانت لزوجها أما في الحنان، وتلميذة في الطاعة، ونصيرة في الدعوة والرسالة، وزوجة في الوفاء.
وهذه وصيتي لكما بتقوى الله وبضرورة الحرص على طاعته، وننصحك بعمارة منزلك بالذكر والتلاوة والصلاة والإكثار من الدعاء، والصلاة والسلام على رسول جاء يحمل الخير والهناء.
ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير.
وبالله التوفيق.