السؤال
السلام عليكم.
أنا سيدة مؤمنة وأخاف الله في معاملتي مع الجميع، وقد استغلت حماتي -أم زوجي- طيبة قلبي وحسن معاملتي لها، فعندما يقع سوء تفاهم تكون هي المخطئة ومع ذلك تسبني وتسب عائلتي بدون أي سبب وتغضب، وأكون أنا دائما من يصالح.
ولكن هذه المرة جرحت مشاعري كثيرا، وكنت أقوم بمسامحتها حبا في الله واحتراما لزوجي، لكن هذه المرة لا أعرف ماذا أفعل، هل أغير أسلوبي في المعاملة معها أم ماذا ؟!
وهي تقيم معي، وتنقل عني ما لم أفعل وما لم أقل، وأسلوبها لا يطاق، أناشدكم بالله أن تجدوا لي حلا، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ R s حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ردك عليها يفرح الشيطان، ويفقدك ثواب العظيم الرحمن، فلا تغيري ما كنت عليه من الخير والثبات والإحسان، واعلمي أن رد الشر بالشر ما هو إلا إضافة شر إلى مثله، فلا تفتحي على نفسك من الشر أبوابا، وجاهدي نفسك، واثبتي على الصواب وتمسكي بحبل الله، واشكري منن الوهاب، واعلمي أن الإنسان يزداد بعفوه عزا.
ونحن نتمنى أن يقدر زوجك صبرك، وأن يعرف حقيقة أمه ليعذرك، ويجتهد في أداء حقها، كما أرجو أن تصبري عليها من أجله، وتذكري أنها في سن والدتك، وأن الصغير هو الذي يحتمل من الكبير، واحرصي على تفادي ما يغضبها، وأبشري فإن العاقبة للصابرين، وأن الله سبحانه يحب المحسنين، واعلمي أن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله له ما بينه وبين خلقه.
ولا يخفى عليك أن السب واللعن يعود إلى أهله، وأن المكر السيء يحيق بأهله، ولن يتضرر أهلك من ظلمها، بل ذلك مزيد من الحسنات لك ولهم.
ولا شك أن الخير في السيطرة على الوضع، وذلك لأن المشاكل المترتبة على مطالبتك بحقك وقيامك بالرد عليها سوف تكون أكبر من كل التصورات، فلا تدخلي نفسك في النفق المظلم، واعلمي أن الإنسان إذا تذكر لذة الثواب نسي ما يجد من الآلام.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وبمواصلة الصبر، وهنيئا لمن تمثلت بقول الله: (( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ))[الأعراف:199]، ورددي مقولة الصحابي الجليل أبو الدرداء لمن أساء إليه: (لا تسرف في سبنا واجعل للعفو موضعا، واعلم بأننا لن نجازي من عصى الله فينا بمثل أن نطيع الله فيه) وأكثري من الاستغفار، وتعوذي بالله من الشيطان وشر الأشرار، وأكثري من الصلاة على رسولنا المختار.
نسأل الله أن يحشرك مع الأبرار، ويجزل لك المثوبة والعطاء.
وبالله التوفيق.