السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أود أن أشكركم جزيل الشكر على مساعيكم الحميدة، وبعد:
أنا شاب عمري 27 سنة، وخريج جامعي -كلية التجارة- ومقبل على الزواج، وأبحث الآن عن الزوجة الصالحة، وأفضل الزواج من فتاة متعلمة جامعية، ولكن المشكلة في الفتاة الجامعية مهما كان التزامها لابد أن تكون على علاقة ببعض الشباب، والبعض يسمي هذه العلاقة علاقة زمالة، وهذا الأمر يقلقني ويخيفني، وقد رأيت إحدى الفتيات وأعجبتني كشكل خارجي من حيث اللباس المحتشم، ولكن سألت أحد الأصدقاء الذي يدرس معها في نفس الكلية فقال لي أنها فتاة جيدة ولا يعيبها شيء، وقد تحدث معها ذات مرة ووصفها بالجريئة في الحديث، وهذه الجرأة جعلتني أتردد، مع أنه ذكر هذه الجرأة بإيجابية وشجعني على الارتباط بها.
وأريد أن أسأل: إذا تزوج الرجل من امرأة، وبعد الزواج اعترفت له ببعض علاقاتها مع زملائها في الجامعة، سواء كانت هذه العلاقات في إطار الزمالة أو فيها بعض السلبيات، وهي نادمة على ذلك، فما هو التصرف الصحيح للرجل؟!
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن التصرف الصحيح هو أن تختار صاحبة الدين والحشمة ولا تسألها عن ماضيها، واكتم عنها ملفاتك القديمة، واعلم أن الشيطان يخدع الكثيرين بدعوى الصراحة والوضوح، ثم يفتح عليهم أبواب الشكوك والظنون، حتى يوردهم موارد الشقاق والهموم، ويغرس في نفوسهم البغضاء ويحرمهم السكون.
وأرجو أن تؤسس بيتك على الثقة والإيمان، ولن تضرك عدم معرفتك لماضي الفتاة إذا تابت وحسنت توبتها، وليس لك إلا ما ظهر لك من حالها، فاجتهد في السؤال عن أحوالها بعد دينها، وانظر في إخوانها وأخوالها، واسمح لهم كذلك أن يسألوا عنك، وأسس حياتك على قناعتك ولا تجامل في هذه المسألة، فإن الرحلة طويلة، واحرص على ستر ما يظهر لك من العيوب وتجنب تتبع العثرات، فإن ذلك يدفع إلى الشرور والآفات، ويخالف ما جاء به المبعوث بالنور والخيرات.
والإنسان إذا أكثر الريبة في أهله رماهم الناس بالسوء لأجله، ومن تتبع عورة مسلم تتبع الله عورته حتى يفتضح في داره، واعلم بأنك لن تجد امرأة بلا عيوب، كما أننا معشر الرجال فينا كثير من العيوب، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، ومن الذي ما أساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط.
ولست أدري ماذا يقصد بقوله إنها جريئة؟ وكيف أن جرأتها في الخير؟ ولكني أريد أن أقول لشبابنا: لا مانع من كلام المرأة للرجل إذا كانت هناك ضرورة ودون خضوع في القول وكان الكلام من المعروف ولم يكن زائدا عن الحاجة، مع أننا ندفع ثمن وجود فتياتنا إلى جوار الشباب، وهكذا كله مخالفة للسنة والكتاب، ونسأل الله أن يردنا جميعا إلى الصواب.
وأرجو أن نعلن تحفظنا على مصطلح الزمالة أو الصداقة بين الذكور والإناث، إلا إذا كان هناك محرمية، والمرأة لا تملك بعد إيمانها أغلى من أنوثتها وحيائها، وأرجو أن تعطي نفسك فرصة كاملة للنظر والبحث، فإذا وجدت صالحة فتمسك بها واطرد عن نفسك الوساوس وعلى مثل الشمس فاشهد، واعلم أن الغيرة التي يحبها الله هي ما كانت في الريبة، وأن الغيرة المبغوضة هي ما كانت في غير ريبة لأن فيها ظلما.
والله الموفق.