السؤال
أعاني من آلام شديدة في الرقبة، وأشعر بحرارة داخلها، كما أنني أسمع أحيانا أصواتا كالصفير في الرقبة، وهذا الألم قد امتد إلى مؤخرة الرأس، حيث أنني عندما أضغط على مؤخرة الرأس بيدي، أحس بألم شديد جدا.
أحيانا تأتيني نوبات غريبة أشعر أنه سيغمى علي، لكنني أتمالك نفسي ويزداد ألم رأسي ورقبتي عندما أقف لمدة طويلة، أو عندما أصعد مكانا عاليا، وأحس أن هذا الألم قد امتد إلى الجهة اليسرى في الرأس، فماذا تشخصون حالتي لأنني أشعر بالخوف الشديد؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه الآلام التي تحدث لك هي آلام عضلية ناتجة من الانشداد العضلي، خاصة أن عضلات الرقبة ومؤخرة الرأس تعتبر من العضلات الحساسة جدا التي قد تنقبض ويحصل فيها نوع من الانشداد، خاصة إذا نام الإنسان بصورة غير طبيعية وبصورة خاطئة، أو يستعمل وسادة مرتفعة، هذه الأشياء البسيطة جدا قد تؤثر وتؤدي إلى هذه الآلام والانقباضات وتكون مزعجة بعض الشيء.
كما أن القلق النفسي في بعض الأحيان يظهر في شكل أعراض جسدية، والتوتر النفسي الداخلي البسيط يتحول في بعض الأحيان إلى توتر وانقباضات عضلية، وأكثر العضلات تأثرا هي عضلات الصدر وعضلات القولون وعضلات الرأس من الجهة الخلفية، وكذلك عضلات الرقبة وعضلات أسفل الظهر.
بالنسبة للشعور بالدوخة قد يحدث أيضا مع هذه الانقباضات، وبالتأكيد - يا أخي - الوضع الأمثل والأفضل هو أن تقوم بإجراء صورة مقطعية للرأس؛ لأن ذلك سوف يجعلنا أكثر طمأنينة، وأقول ذلك مع اعتقادي أنه لا يوجد سبب عضوي يسبب هذه الآلام، ولكن إجراء هذه الصورة سوف يكون مطمئنا، ولابد - يا أخي -أن تتأكد من الأسنان وتتأكد من قوة النظر لأنه في كثير من الأحيان ضعف النظر أو أي نوع من الالتهاب أو التسوس في الأسنان قد يؤدي إلى آلام انعكاسية، أي أن هذه الآلام لا تكون في مكان المرض نفسه ولكن قد تؤثر على أعضاء بعيدة، نسبيا ومنها عضلات الرقبة والرأس.
هذه الأمور التي أقولها لك هي أمور تحوطية فقط، ولكن السبب الذي أعتقد في حالتك هو أنه انقباض عضلي ناشئ إما من قلق بسيط أو أنك تنام بوضع غير صحيح، إذن حاول أن تنام على وسادة (مخدة) ليست مرتفعة، وتنام على جنبك الأيمن، وتمارس بعض الرياضة البسيطة التي تساعد كثيرا جدا في اختفاء هذه الأعراض أيضا، وهنالك دواء بسيط جدا يعرف باسم (دوجماتيل)، وهذا الدواء هو دواء استرخائي ويزيل القلق والدوخة، أرجو أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة (50 مليجراما) صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم ليلا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
لا مانع أيضا أن تستعمل الأدوية الاسترخائية مثل العقار الذي يعرف باسم ماسكادول Mysckol، هذا الدواء معروف وهو دواء بسيط ويمكن الحصول عليه من الصيدلية دون وصفة طبية، وجرعته هي حبة إلى حبتين ليلا لمدة أسبوعين ثم يمكنك أن تتوقف عنه.
لا شك أن الاستحمام بماء دافئ نسبيا يؤدي إلى الاسترخاء العضلي واختفاء مثل هذه الأعراض، كما أن الحجامة تفيد كثيرا لعلاج مثل هذه الأعراض.
إذن أمامك خيارات كثيرة كلها إن شاء الله فيها خير وتأتي لك بالصحة والعافية.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.