استخدام الأدوية النفسية وعلاقتها بزيادة الوزن.

0 411

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد بعد إذن سيادتكم أن أستفسر عن بعض الأشياء: لقد بدأت منذ خمسة أشهر آخذ الدواء البديل للبروزاك والمعروف باسم فيلوزاك، نتيجة لأني بدأت أعاني من وساس دينية شديدة أدت إلى شعور شديد بالحزن والبكاء والخوف والرعشة وخفقان في القلب، وذهبت إلى الطبيب وقال لي: أني شديدة الحساسية، ولذلك اشتد علي هذا الموضوع بعد وفاة والدي، رغم أني كنت نشيطة واجتماعية، وأعمل في وظيفة أحمد الله عليها، وأتممت دراستى بنجاح، وكل من حولي يحبونني -والحمد لله-، ولكني لدي مجموعة من الأسئلة أحتاج لاطمئنان بشأنها، لأنني -بإذن الله- سوف أتزوج قريبا.

1- لقد أخذت الدواء حتى الآن لمدة خمسة أشهر بدأت بجرعة 20 mg رفعت إلى 40 بعد أن شعرت أني لا أتحسن، وبالفعل الحمد لله تحسنت كثيرا ولكني لم أشف تماما، ما زالت الوساوس تأتي علي عندما أقلق أو يحزنني شيء، ولكن ليس بنفس الدرجة فالتحسن ملحوظ، ولكني أشعر أني سوف أستمر عليه بعد ستة أشهر ولن أقلل الجرعة.

هل أقلل الجرعة بعد انتهاء الستة الأشهر حتى لو لم أشف تماما، خاصة وأنني سوف أتزوج -إن شاء الله-، أم أني سوف أستمر إلى أن أشفى تماما -بإذن الله-؟

2- لماذا زاد وزني بعد استعمال هذا الدواء منذ خمسة أشهر، رغم أن غذائي وكميته لم تتغير بل على العكس في بعض الأحيان أشعر بأنه قل، ولكن أشعر بزيادة وأنى مهما اتبعت من نظام غذائي لن ينخفض الوزن، هذه الزيادة ليست مقلقة الآن ولكني أشعر أني سوف أزيد.

3- هل بالفعل هذا الدواء يقلل من قدرة الجسم على الحرق أو ما يعرف بالـ Metabolism وهذا سبب زيادة الوزن؟

4- هل هناك طعام معين آكله كي يساعدني على العودة إلى وزني الطبيعي، وهل يمكن اتباع رجيم أثناء أخذ الدواء سوف يفيد؟ وأنا بالفعل أمارس رياضة الجري والمشي والأيروبك ولكني لست منتظمة -منذ شهرين- ولكني لم أتوقف.

5- لماذا أشعر دائما بالاجهاد الشديد والتعب والرغبة في النوم والشعور بعدم التوازن وشبه دوخة كل يوم عند منتصف النهار حوالي الساعة الرابعة أو حولها، منذ بدأت أخذ الدواء، هل لذلك علاقة بالدواء، وما هو الحل، على الرغم أني كنت غاية في النشاط قبل بداية كل ذلك، عمري 25 سنة وأعمل والحمد لله.

6- لقد بدأت في أخذ فيتامين ولكن ليس بانتظام، ولكني لم أشعر بتحسن في الإجهاد الذي أصابني، ولقد قربت على الزواج وصحتى العامة ليست نشيطة وكل من يرانى يلاحظ ذلك بشدة.
عذرا لطول الأسئلة.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرا على سؤالك.

حين يتحدث الأطباء النفسيون عن مدة العلاج المطلوبة بالنسبة للمرضى يجب ألا يؤخذ هذا الأمر على الإطلاق، فهنالك تفاوت وتباين بين الناس، ولكل مريض ظروفه، والمدة التي تعطى هي غالبا تكون المدة التي يتطلبها المريض المتوسط، ومن هذا المنطلق أرى أن في مثل حالتك أن تحسب مدة الستة أشهر من وقت التحسن في حالتك النفسية وليس من بداية العلاج، فهذا هو الأفضل والأحوط.

بالنسبة للقلق الذي ينتابك هو قلق طبيعي يمكن أن يوجه ويوظف بصورة إيجابية، فالمريض النفسي بطبعه يقلق لمرضه، ويقلق من العلاج، وحتى حين يشفى من حالته ينتابه بعض القلق، وكثيرا ما يسأل نفسه إلى متى سوف يستمر هذا التحسن.

بالنسبة لزيادة الوزن: هنالك عدة تفسيرات لها، فربما تكون نسبة للراحة النفسية، وربما يساهم الدواء أيضا في ذلك، حيث إن هذه الأدوية تعمل على مادة السيروتنين المتعلقة بالشهية للطعام، وكذلك حرق الطاقات، ولكن أرجو أن لا يمثل هذا الأمر شاغلا بالنسبة لك، ويعتبر تجنب الطعام الذي يحتوي على سعرات حرارية عالية مع ممارسة الرياضة من أفضل الأشياء للتحكم في الوزن، علما بأن ظاهرة زيادة الوزن تلاحظ في 25% فقط من المرضى بعد تناولهم للعلاج، وهذا يعني أن الاستعداد الفطري أو الوراثي يلعب دورا في زيادة الوزن، ويعرف عن عقار البروزاك وكذلك الفافرين أنهما أقل هذه الأدوية تسببا في زيادة الوزن.

الشعور بالإجهاد ربما يكون دليلا على أن الأعراض النفسية لم تختف بعد، وفي مثل هذه الحالة ننصح بالقيام بالتمارين الرياضية المتدرجة، رغم علمي بأنك تمارسين ذلك، كما أن جرعة الدواء يجب أن تكون حوالي الساعة الثامنة مساء، ومن المعروف جيدا أن تحسن الحالة النفسية يؤدي إلى شعور تلقائي بالنشاط والحيوية.

تناول الفيتامينات لا يعتبر مفيدا في مثل هذه الحالات؛ حيث لا أعتقد أن هنالك نقص في الفيتامينات.

أرجو أن تعملي على إعادة الثقة بالنفس، والتفاؤل، وزيادة الدافعية، ونتمنى لك صحة نفسية مكتملة وزواجا سعيدا -بإذن الله-.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات