ألجأ إلى كتاب الله لأنني أعاني من الوحدة القاتلة، ما رأيكم؟

0 416

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاما، أعاني من الوحدة القاتلة، فلا أحد يسمعني وحتى أصدقائي كل منهم يتحدث فقط عن نفسه، ولا مجال لي للحديث، وحتى إذا تكلمت معهم فلا يشعرون بي، دائما ألجأ إلى كتاب الله تعالى، لأنني أجد الراحة فيه، ولكني أيضا أحس ببعض الوحدة والفراغ الداخلي، فماذا أفعل؟

أريد أن أسلك طريقا يدخلني -بإذن الله- إلى الجنة حتى لو كنت وحيدة، لأني متأكدة أنني لن أجد الرجل الصالح ولا حتى صديقة أحبها من كل قلبي ويكون حبنا في الله.

أفيدوني أفادكم الله، وماذا علي أن أعمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلن يضيع الله من جعلت كتابه جليسها وأنيسها، وأبشري فإن كتاب الله جليس لا يمل، وصاحب أمين، وما جالسه أحد إلا قام عنه بزيادة ونقصان، زيادة في هدى، ونقصان من عمى وجهالة وضلالة، والتمسك به يوصل إلى جنة الله ورضوانه، فإنه حبل الله المتين، وصراطه المستقيم، لا تنقضي عجائبه بكثرة الرد، لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا)، [الجن:1-2].

وقد أسعدني فرارك إلى كلام الله، وأفرحتني همتك العالية التي دفعتك إلى طلب الجنة، وأسأل الله أن يرزقنا وإياك فردوسها الأعلى.

وهذه نصيحتي لك بضرورة التقرب إلى الله والإكثار من التوجه إليه بالدعاء، وفوضى أمرك إليه ودربي نفسك على الرضا بقضائه وقدره، واسأليه الزوج الصالح والصديقة الوفية، واعرفي الحق تعرفي أهله، والتزمي بالخير يألفك حزبه وجنده، وأصلحي ما بينك وبين الله سوف يصلح لك القدير ما بينك وبين خلقه.

وأرجو أن لا تنظري للحياة بمنظار أسود، وأملي في الله ما يسرك، واعلمي أن الخير في الناس باق، فأحسني معاملة الناس، وعامليهم بمثل ما تحبي أن يعاملوك به، واعلمي أن وجود الإنسان في جماعة له ثمن ولا بد أن يرى ويسمع ما لا يعجبه، ولكن المسلمة تحاول أن تصلح وتنصح ولن يضيع مجهودك سدى، فإن الله سبحانه يجازى بالإحسان إحسانا، واقتربي من والدتك، واشغلي نفسك بدراستك وبطاعة الله، فإن هذه النفس إذا لم نشغلها بالخير شغلتنا بغيره.

ونسأل الله العظيم أن يؤنس وحشتك، وأن يغفر ذنبك، ومرحبا بك في موقعك.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات