السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا شاب أعمل في إحدى الشركات كمحاسب، ومشكلتي تتمثل في علاقتي مع مديرة عملي التي تكبرني بعشر سنين، حيث أحس أني أحبها كامرأة، وهذا الشعور يزداد عندما أكون وحدي، حيث أفكر فيها، وأراود نفسي أن أصارحها برغبتي بالزواج منها؛ حيث أحس أنها تبادلني نفس المشاعر، لكنني أخاف إن طلبت منها ذلك أن ترفض فأفقد عملي، أو أن تحط من قدري، فماذا أفعل؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عيد الحكيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا ندفع في كل يوم ثمن مخالفاتنا لشريعة ربنا التي باعدت بين أنفاس النساء والرجال، وحرضت الجميع على مراقبة الكبير المتعال، ومرحبا بك في موقعك وشكرا لك على السؤال، ونحن لك بمنزلة العم والخال.
ونحن نتمنى أن يفرق الشباب بين مجرد الإعجاب وبين ما يسمى بالحب، فإن الإنسان قد يعجب بإنسان لنشاطه أو لظرافته، ولكن الحياة الزوجية رحلتها طويلة فلابد من حكمة وتريث عند اتخاذ قرارها واختيار شريكها، فعليك بالتأني فإن العجلة من الشيطان وفيها الندامة والخسران، واترك لنفسك فرصة للتعرف على أهل الأخت المقصودة، وحاول أن تتلمس رد الفعل المتوقع من أهلك أيضا، وتذكر فارق السن، واعلم أنه لا يظهر للموظفين إلا أحسن ما في الموظفات؛ لأنهن يظهرن بكامل زينتهن، وهذا مكمن الخطورة، واعلم أن المؤمن إذا احتار في أمر شاور إخوانه وأحبابه بعد أن يستخير من بيده الخير سبحانه.
وإذا كانت هذه المرأة مديرة فإن لها عليك سلطات، ومع كل ذلك فليس هناك ما يمنع من الارتباط بها إذا لاحظت النقاط التي أشرنا إليها، وتأكدت من الناحية الدينية والأسرية، فالزواج رباط عظيم يحتاج لنظر عميق وفهم واسع للملابسات، كما نتمنى أن تعرف عنها بعض الأشياء، فربما كانت مخطوبة وربما كان أهلها قد أعدوا لها زوجا... وربما وربما.
وإذا تبين لك بعد طول البحث صلاحيتها لك كزوجة وخلوها من الموانع فليس من الحكمة أن تتقدم بنفسك؛ لأنه قد يكون في ذلك إحراج لك ولها؛ ولذلك فالأفضل أن تطلب يدها بواسطة وسيط وتأتي البيوت من أبوابها، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وليس في النقاط التي ذكرناها إساءة لتلك الأخت، فذلك ما لا يحل وما لم نقصده، وأرجو أن لا يفهم من كلامنا، ولكنها إضاءات وإشارات ذكرناها لتساعدك في اتخاذ القرار المناسب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبضرورة التأني في اتخاذ القرارات، والحرص على إشراك الآباء والأمهات، ومرحبا بك مجددا.
ونسأل الله أن يحقق لك الأمنيات.