السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من الهذيان عند النوم، فعلى سبيل المثال: إذا كلمني أحدهم أو قام بالاتصال بي في حالة نومي فإنني أقوم بالرد عليه وأجاوب على كل أسئلته بصراحة تامة، وفي بعض الأحيان أتذكر ما قلته تدريجيا، وأحيانا أخرى لا أتذكر شيئا، مع العلم بأن هذه الحالة تعاني منها أختي أيضا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا شك أن النوم هو الموتة الصغرى، وفيه يعيش الإنسان تحت نظم بايلوجية وكيميائية وفيزيولوجية خاصة جدا، وانتقال الإنسان من الوعي إلى اللاوعي (أي إلى النوم) يكون في بعض الأحيان مرتبطا أو يمر بمرحلة ما بين الوعي واللاوعي وتكون هذه في بدايات النوم، وهذه المرحلة قد يمر الإنسان فيها بنوع من الهذيان، أو قد يرى فيها أشكالا أو صورا معينة أو قد يسمع أصواتا غير واضحة، أو ربما يحدث له شعور كأن هنالك كهرباء تمر بجسده أو بأطرافه، وهذه الحالة معروفة جدا، وقد تأتي للإنسان أفكار معينة وهو بالطبع قد لا يستوعبها استيعابا كاملا لأننا -كما ذكرنا- أن الإنسان يمر بمرحلة انتقالية ما بين الإدراك واللإدراك.
إذن؛ هذا هو التفسير العلمي لهذه الحالة، وهي معروفة لدينا، وبالطبع ما دام الإنسان ليس في وعيه كاملا فقد يتذكر ما يقوله أو قد لا يتذكره، وإن كان معظم الناس يستطيعون أن يتذكرون هذه التجربة وما دار خلالها إذا سئلوا مباشرة بعد الاستيقاظ من النوم.
وهذه الحالة غير معروفة الأسباب بصفة قاطعة، ولكن يعرف أنها مرتبطة بالقلق النفسي وبالإجهاد الجسدي، أو الإجهاد النفسي، لذا ما أرجوه منك هو أن تقللي من الإجهاد النفسي والجسدي قبل النوم، ساعة على الأقل قبل النوم، ويجب أن تكوني في وضع استرخائي، ويجب أن لا يكون هنالك أي نوع من الضوضاء أو الإزعاج وبخاصة التلفزيون أو المذياع وخلافه، ويحبذ أيضا أن تكون إضاءة الغرفة خافتة جدا، ويفضل أيضا أن تقومي ببعض تمارين التنفس العميقة، فخذي تنفس شهيق ببطء وعمق، واملئي الصدر والبطن بالهواء، واقبضي على ذلك لمدة خمس ثوان، ثم أخرجي بعد ذلك النفس بنفس القوة والبطء الذي حدث به الشهيق، فهذا -إن شاء الله- يفيدك كثيرا، وحاولي دائما أن تنامي على الجانب الأيمن، وحاولي أن تكوني حريصة جدا على أذكار النوم.
ويمكن أيضا أن تدخلي على نفسك نوعا من الأفكار السعيدة والمريحة بعد قراءة الأذكار، وحاولي أن تتذكري أشياء جميلة وحدث جميل في حياتك، فهذا -إن شاء الله- يؤدي لنوع من التكوين النفسي الداخلي المريح، ولا يسبب أي نوع من الهذيان والفزع -إن شاء الله-.
ونصيحتي الأخيرة لك هي الابتعاد عن المنبهات مثل الشاي والقهوة، فهي تحتوي بعض الأحيان على كمية كبيرة من مادة الكافيين، وكذلك الببسي والكولا تحتوي أيضا على هذه المادة، وحتى بعض مركبات الشوكولاته أيضا تحتوي على هذه المادة المشعرة والمفيدة.
وأرجو أن تقللي من هذه المنبهات بقدر المستطاع خاصة في فترة المساء، وأرجو أيضا أن تكوني حريصة على ممارسة الرياضة.
وبالطبع فهذه النصائح التي أوردتها لك أرجو أن تطبقها أختك أيضا، فهذه الظواهر ليس من المستغرب أن تجري في بعض الأسر، فهنالك من يرى أن هنالك نوع من الاستعداد الخاص بها، ولا شك أن الأسر ترتبط بعلاقات حميمية ومركبات جينية ووراثية متقاربة، ولذا قد نرى مثل هذه الظواهر في بعض الأسر، وعلى العموم فالأمر -إن شاء الله- ليس مزعجا، وهي ظاهرة حميدة، كما أنه باتباع الإرشادات وما ذكرته لك سابقا سوف تزول بإذن الله تعالى.
وبالله التوفيق.