فتاة تحب شاباً ميسور الحال وتخشى من رفض أهلها.

0 384

السؤال

السلام عليكم.

لقد تعرفت على شاب وأحببته وهو يحبني، ويريد أن يطلب يدي للزواج لكن لا أدري كيف أخبر أهلي بهذا الموضوع، أو كيف أخبرهم بأنني أعرفه، وأقنعهم بالموافقة عليه؛ لأنه غير ميسور الحال، فكيف أستطيع إقناعهم بهذا الموضوع؟ وأيضا هو لم يكمل دراسته الجامعية، فلم يحصل على درجة البكالوريوس، وإنما فقط الدبلوم، لكنني أحبه، وهذا يكفي بنظري.

أرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مثل هذا الحب وحده لا يكفي؛ لأن الحياة الزوجية حب ومسئولية وتضحيات وجراح وأفراح، ومثل هذه المشاعر لا تصمد في وجه الحياة المتلاطمة بالأمواج والتقلبات، ولا تقبلي بشاب لا يملك شجاعة تحمله على المجيء للبيوت من أبوابها، وإذا كان فيه دين وخير وصدق رغبة فعليه أن يأتي بأهله ويطرق بابكم ويعرف بنفسه ويتعرف عليك وعلى أسرتك تحت سمع الناس وبصرهم.

وقد أكرم الإسلام المرأة وأراد لها أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، ومن طبع الرجل أنه يقدر الفتاة التي يأخذها من دارها ويحتقر الأخرى التي تجري خلفه في الطرقات، وتخون الآباء والأمهات، وتضحي بثقة الأعمام والخالات، وتغضب رب الأرض والسماوات.

وليس من المصلحة أن يعلموا بمعرفتك له، وعليه أن يطرق الباب فإذا شاوروك فأخبريهم بأنك موافقة، واطلبي منهم إعطاءك فرصة للنظر في الأمر والاستخارة، واعلمي أن أي علاقة تحصل من ورائهم تضعف ثقتهم فيك، وتحملهم على الرفض والعناد، ولا تحاولي مخالفتهم، كما أننا نتمنى أن يحرص الشباب على إعداد أنفسهم بما يتيسر قبل الدخول في مشروع الزواج الذي يحتاج فيه الإنسان للكثير من الأموال والاستعدادات، مع ضرورة مراعاة البساطة واليسر وتقليل النفقات؛ فإن الإسراف مذموم.

ولا أظن أن مسألة الشهادات العالية كبير مشكلة إذا وجد التوافق والرضا والقبول، ولن تغني الشهادات والوجاهات والماديات عن صاحبها إذا كان ضعيف الدين، ولست أدري هل هذا الشاب صاحب دين وأخلاق؟ وإذا كان كذلك فلماذا لم يبدأ بالأسلوب الشرعي ويجعل علاقته بك محكومة بضوابط الشرع؟

وإذا كان لابد من عرض المسألة على أسرتك، فاجعلي البداية بأقربهم إليك، مثل الوالدة والعمة أو الخالة، وحبذا لو تولى غيرك عرض المسألة، فإن ذلك أدعى للقبول.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبضرورة الإكثار من دعائه فإنه سبحانه يجيب من دعاه، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك، ومرحبا بك في موقعك وشكرا لك على سؤالك.

وبالله التوفيق والسداد!


مواد ذات صلة

الاستشارات