السؤال
السلام عليكم.
يعاني أبي من عدة أمراض، وقد تعرض لجلطة في المخ نتيجة ارتفاع في السكر الذي يعاني منه منذ فترة طويلة، وعنده قرحة في المعدة وتعب في الكلى، ولكننا -ولله الحمد- اكتشفنا وجود ورم خبيث في البروستاتا وقال الطبيب إنه مسرطن بنسبة (45%)، ونصح بإجراء مسح ذري شامل أظهر انتشار المرض في الجهاز العظمي كاملا حتى الأكتاف، وهو كان عنده كسر في مفصل الفخذ وركب فيه شريحة ومسامير ليرتبط بالحوض.
المشكلة الآن أن الطبيب أخبرنا بأنه لابد أن يجري العملية ويستأصل البروستاتا، وهو عنده 67 عاما، ولكنه يمشي وحالته العامة جيدة، وتأتيه فقط الآلام المعتادة لكل هذه الأمراض، ولكنه لا يحب أن يجلس.
ويقول طبيب آخر: إنه لا فائدة من العملية أو التعرض لكل هذا، لأنها مسألة وقتية فقط، فما رأيكم؟ وما هو الأفضل له حتى لا نلوم أنفسنا أننا لم نشجعه على العملية، أم نرحمه من هذه العمليات؟!
أفيدوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه في حال وجود سرطان في البروستاتا منتشر إلى العظام، فإنه من الخطأ الجسيم استئصال البروستاتا؛ لأن ذلك سيكون بمثابة تعريض حياة إنسان للخطر بدون فائدة.
ولا يوجد في القواعد الإرشادية للمسالك البولية الأوروبية والأمريكية ما يفيد بجواز استئصال البروستاتا في مثل هذه الحالات، ويمكن عدم إعطاء المريض أي أدوية إلى أن يظهر أعراض على المريض، ولكن من الأفضل البدء في علاج هرموني، إما عن طريق استئصال الخصيتين، أو تناول علاج مضاد لهرمون الذكورة، خصوصا إذا كانت هناك أعراض.
ومن أمثلة العلاجات المضادة لهرمون الذكورة عقار (الزولاديكس)، وهو نوع من العلاج الهرموني لسرطان البروستاتا المنتشر، أي أنه لا يجوز استخدامه في السرطان الموضعي -أي غير المنتشر- حيث إنه يؤدي فقط إلى الحد من الانتشار لفترة تتراوح من ستة أشهر إلى سنة.
ويتم أخذ العلاج مع المتابعة الدورية للـ (Psa) إلى أن يظهر عدم استجابة المرض للعلاج، وعندها يمكن وقف العلاج ثم إعادته مرة أخرى مع متابعة الـ(Psa).
والله الموفق.