أولا: أشكر لكم حسن الاهتمام بتربية أولادنا وقرة أعيننا، وبعد:

فلدي طفلان، أحدهما يبلغ من العمر خمسة أعوام، مشكلته لا أعلم ماهيتها! من وقت لآخر يشتكي من صداع في رأسه، وألاحظ أنه يشتكي من الجهة اليسرى، ويلح علي بأن رأسه يؤلمه، ويكون يريد أن ينام، وأحيانا تكون الشكوى مصحوبة ببعض التعب، كحالة القيء تنتابه، وبعدها ينام ثم يعود نشيطا وكأن شيئا لم يكن، أو يصحو من نومه بشكوى رأسه مرة أخرى، فبماذا تنصحونني؟ وهل فعلا هناك مشكلة أم ماذا؟

جزاكم الله كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحقيقة الصداع هو شكوى شائعة عند الأطفال، وليس كما يظن البعض، والأسباب كثيرة منها البسيط ومنها ما يحمل معه أسبابا عضوية بالمخ، وأشهر أسباب الصداع: هو الصداع الناتج عن الشد العصبي (Tension headache )، والتعامل معه يكون بالمسكنات عند اللزوم فقط، وبإزالة أسباب الشد العصبي، وبالطبع هو أكثر شيوعا في الأطفال الكبار في السن، ويزداد حدوثه مع تقدم سن الطفل.

والسبب الآخر هو الصداع النصفي، وبعيدا عن النظريات المختلفة في شرح أسبابه، فهو غالبا ما يأتي في نوبات من الصداع المرتبطة بناحية واحدة من الرأس، وترتبط معه بعض الأعراض أو لا، ويكون غالبا في العائلة تاريخ مرضي بالصداع النصفي.

هناك عدة أسباب مرتبطة ببعض الظواهر المؤقتة كالإمساك، وارتفاع درجة الحرارة، والتهاب الجيوب الأنفية، ومشاكل الأسنان، ومشاكل قصر وطول النظر، وبالطبع يختفي الصداع مع حل المشكلة.

أما ما يثير القلق لدينا كأطباء فهو الصداع المرتبط مع زغللة في الرؤية مؤقتة، وحدوث قيء (خاصة في الصباح) وعندها يمكن أن نشك في أي سبب يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل الدماغ، وهو ما ينتج في غالب الأحيان عن الأورام الدماغية بمختلف أنواعها، ويستلزم الأمر عمل أشعة مقطعية على المخ، وقد يستلزم عمل أشعة رنين مغناطيسي على المخ أيضا.

الأخت السائلة! هناك تفاصيل أكثر عن نوبات الصداع التي تصيب ابنك لم تذكريها، وكانت ستساعدنا في محاولة معرفة سبب صداع ابنك، وأتمنى أن تكون المعلومات التي قدمناها قد وضحت الأمور، وإن أردت أية توضيحات أخرى فعليك بمعاودة السؤال.

وبالله التوفيق.