السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سؤالي غريب نوعا ما، لكن ثقتنا في الله ثم في الكادر الطبي في الشبكة الإسلامية سأجد حلا.
والسؤال هو: هل أستطيع أن أشرب القهوة والشاي التي بها الكافيين دون أن أجد أي ضرر منها، حيث أني من الناس الذين يتأثرون من شرب فنجان واحد منها من حيث ظهور التوتر والقلق والخوف والارتباك والسهر والحموضة والحرقان، خاصة إذا أخذتها على الريق أو المعدة خالية.
ولي الآن سنة على ترك شربها، لكن جعلتني أتحاش زيارات الأقارب بسبب أساسيتها في الترحيب بالضيف، علما أني مصاب بالهوس الاكتئابي -ثنائي القطبية- وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا السؤال ليس غريبا أبدا ونشكرك عليه تماما.
حقيقة الكافيين موجود في الشاي والقهوة وكذلك المشروبات مثل البيبسي والكوكاكولا، وموجود في بعض الحلويات مثل أنواع معينة من الشكولاتا، وأتفق معك تماما أن الكافيين يسبب إثارة زائدة جدا لبعض الناس، والإثارة الزائدة تتمثل في زيادة التيقظ وربما قلق وتوتر وخفقان وكذلك حرقان، وأعرف أن من يتناوله بعد الساعة السادسة مساء لا ينام مطلقا، وبكل صراحة أنا واحد من هؤلاء.
على العموم ما دام الأمر يضر بالصحة فلا أعتقد أن الإنسان يجب أن يتناوله.
بالنسبة للحالة التي تعاني منها وهو الهوس الاكتئابي أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية لا يوجد تعارض أبدا مع هذا المرض وتناول الكافيين.. لكن هنالك من يعتقد في الوضع الاكتئابي أو حين يكون الإنسان في القطب الاكتئابي ربما يساعده الكافيين قليلا، ولكن حين يكون في القطب الهوسي هنا ربما يكون الكافيين مضرا.
أنا بالطبع أرى أن هذا الكافيين قد لا يناسبك أيها الأخ الفاضل، وأنت صاحب تجربة معه، والذي أود أن أقوله لك: يمكنك أن تتناول القهوة منزوعة الكافيين، وهذه القهوة موجودة وطيبة جدا، وقد تأتيك نفس الشعور بالراحة دون أن تسبب لك هذه الآثار، وهي تسمى ديكاف Decef وهي موجودة في كل محلات السوبر ماركت الكبيرة.
إذن أرى أنها سوف تكفيك تماما، ويمكنك أيضا تناول الشاي الأخضر، وهو شاي استرخائي جدا، كما أن مشروب الكركديه والنعناع من المشروبات الجيدة.
إذن هنالك بدائل كثيرة جدا فلا تشغل نفسك مطلقا بتناول الكافيين ما دام يضر بصحتك، وبجانب ما ذكرته لك بالطبع يجب أن تكون حريصا على تناول الأدوية الطبية التي وصفت لك، وأرجو أيضا أن تمارس الرياضة، فهي جيدة جدا لحرق الطاقة النفسية الزائدة والغير مرغوب فيها، ويمكنك أيضا أن تنضم لأي عمل اجتماعي؛ لأن ذلك بالتأكيد سوف يشعرك بالقيمة الذاتية الداخلية، كما أنه سوف يبعد عنك الضيق ويجعلك لا تتجنب الآخرين أبدا، لابد أن أقول لك: إن التمازج والاختلاط وحضور حلقات التلاوة يساعد الإنسان كثيرا في عدم تجنب الغير ويبني لديه ثقة داخلية ذات عائد نفسي إيجابي.
أسأل الله لك التوفيق والسداد والشفاء.
وبالله التوفيق.