السؤال
تقدم لخطبتي شخص لا يصلي، ووعدني بأنه سيبدأ الصلاة، ولكنه لم يبدأها بعد منذ أكثر من ثلاثة أشهر، واكتشفت أنه أحيانا نادرة يتناول الخمر، وقد أبدى لي رغبة في تغيير كل ظروف حياته دون أن يصارحني بالأمر، فأنا اكتشفت ذلك من خلال مكالمة هاتفية كان فيها سكران، هل يجوز لي فسخ الخطبة معه؟ وهل يجوز لي الاستمرار معه عسى أن يهديه الله ويشرح صدره فأنال معه الثواب؟
للإشارة فأنا أميل لهذا الخطيب وأرغب في الزواج منه وقد فكرت عدة مرات في الافتراق معه لعدم إقامته للصلاة، لكن فشلت ولا زلت أصلي الاستخارة وما زلت مترددة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فلا ترتبطي به ما لم يواظب على الصلاة ويترك شرب الخمور قليله أو كثيره، فإنه لا خير في رجل لا يصلي، ولا أمن مع رجل يتعاطى أم الكبائر، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، وشكرا لك على اهتمامك وسؤالك، ونسأل الله أن يصلح حالك.
أما إذا التزم بالصلاة وتاب من شرب الخمر توبة نصوحا وظهرت عليه علامات الندم، فاجعلي التوبة مهرك واحتسبي أجرك عند الله، واجتهدي في مساعدته على الثبات، واعلمي أن المؤمنة تقدم رضوان الله وتضحي بحبها من أجل ما يحبه الله، بل إن حبها يوافق ما أحبه الله.
ولا يخفى عليك أن القوامة بيد الرجل، وأن إصلاحه قد يتعذر بعد الزواج، وسوف يظهر لك على حقيقته، فاحتاطي لنفسك وقدمي طاعة ربك، واعلمي أن مجرد رغبته في تغيير حياته لا يكفي وما من ضال إلا ويتمنى الهداية، ولكن الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل، ولكل دعوى دليل وبرهان، ومن علامات صدق الإيمان الالتزام بالصلاة وسائر الأركان، وحق الإنسان أن يخاف ممن لا يخاف الله.
واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وإذا وجد في الرجل الدين هان كل نقص وخلل، وأمكن إصلاح النقص وتصحيح العطب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبضرورة مشاورة أهلك.
كما نتمنى أن يقوم أهلك بالسؤال عن الرجل، وأرجو أن تقدمي الفعل وتؤخري العواطف، فإن مسيرة الحياة طويلة ولا تخلو من الجراح.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.