صديقي أصيب بحالة هلوسة ويسأل أسئلة غريبة

0 535

السؤال

السلام عليكم.

صديقي يبلغ من العمر 24 عاما، بدأت عنده حالة شاذة، حيث أنه يتخيل أن الناس تسبه! وهو لا يجمع أفكاره ولا يركز في أي شيء، وكثيرا ما يتكلم كلاما جارح للحياء بدون خجل، وفي الكثير من الأحيان يكلم نفسه ويسأل أسئلة غريبة عن المهدي المنتظر والمسيح الدجال.

بدأت عنده الحالة قبل ستة أشهر، وحتى الآن لم نزر دكتورا نفسيا، فهو لا يعترف بمرضه أبدا.
ملاحظة: صديقي كان يتعاطى الحشيش والبانجو.
وشكرا لكم مقدما على ردكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

وجزاك الله خيرا أخي لاهتمامك بأمر صديقك هذا، وأسأل الله له الشفاء.
هذه الحالة حالة واضحة جدا، وهي حالة ذهانية، أي اضطراب عقلي فيه جوانب الظنان وجانب الهلاوس، وما يعرف أيضا بالضلالات والأفكار الخاطئة والمتطايرة، وبالطبع هو غير مرتبط بالواقع، وهذه الحالة عقلية لابد أن تعالج، وبالطبع يكون الحشيش قد لعب دورا في أن أصبحت لديه هذه الحالة وبهذه الشدة.

حقيقة أيها الأخ الكريم، لابد لهذا الأخ أن يعالج؛ لأنه إن شاء الله ربما يستجيب للأدوية بصورة جيدة، أرجو أن تسعوا بأن تعرضوه على الطبيب النفسي، وليس من الضروري أن تقولوا له أنك مريض، هذا يجب أن لا يقال له، بل على العكس يقال له: أنت والحمد لله بخير، وهذا فقط من أجل أن نتأكد، ومن أجل أن يتحسن نومك، أو شيء من هذا القبيل، ويمكن الاستعانة بشخص يؤثر عليه، نحن نعرف أن الكثير من الناس قد يتأثر أو يطيع صديق أو ابن أو أخ أو والدة أو هكذا، فأرجو أن تبحثوا عن الشخص الذي يكون صاحب تأثير عليه، وأرجو أن لا يتدخل الآخرين، أي بمعنى أن يقوم بهذه الرسالة شخص واحد، وهذا هو الأفضل.

أنا يمكن أن أفيدكم بأسماء الأدوية التي تعالج هذه الحالة، هنالك أدوية كثيرة جدا تفيد كثيرا في هذه الحالة ولكنها تتطلب الالتزام والصبر على تناولها.

هنالك عقار يعرف باسم استلزين (Stelazine) وجرعته هي 15 مليجراما في اليوم، يمكن أن تؤخذ كجرعة واحدة أو تجزأ 5 مليجرامات ثلاث مرات في اليوم، ولابد من تناول عقار آخر يعرف باسم آرتين ( Artane ) بجرعة خمسة مليجرامات صباحا ومساء، حقيقة الآرتين لا يعالج الحالة، ولكنه يمنع أو يخفف من الآثار الجانبية التي ربما يسببها الاستلزين، والآثار الجانبية تتمثل في نوع من الرعشة في اليدين، وكذلك انشداد في بعض أجزاء الجسم، والدواء من الأدوية الممتازة والفعالة جدا.

هنالك دواء حديث يعرف باسم رزبريدون، إن شاء الله يكون متوفرا في فلسطين، وجرعته هي 2 مليجرام صباحا ومساء، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى 2 مليجرام في الصباح و4 مليجرامات مساء، ومن الأفضل أن يؤخذ معه أيضا حبة آرتين خمسة مليجرامات مرة واحدة في اليوم، وذلك حتى نضمن أن لا تحدث له آثار جانبية.
أخي! كما ذكرت لك هذه الأدوية تتطلب الاستمرارية والالتزام، وهذه الحالات تعتبر حالات مزمنة، ولكن نسبة التحسن فيها عالية جدا، وهي 60 - 80 %.

بعض المرضى الذين يرفضون العلاج يمكن أن تعطى لهم نوع من الحقن أو الإبر التي تعطى كل أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع، ولكن هذه لابد أن تكون تحت إشراف الطبيب.

هذا الأخ ربما يستفيد كثيرا من جلسات كهربائية، وربما تكون الحالة تتطلب ذلك في بداية الأمر، بعد ذلك يواصل الأدوية.

عموما هذه آليات العلاج، وهذا هو التشخيص، وأسأل الله أن يسهل له أمر قبول العلاج، وأسأل الله له الشفاء والتوفيق، وجزاك الله خيرا على اهتمامك بأمره.

وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات