إرشادات لشاب يعاني الهلاوس، وكثرة السرحان بسبب كبت والده.

0 614

السؤال

أتوجه بالشكر الكبير لكل العاملين في هذا الموقع.

أنا أعاني منذ الصغر من سوء معاملة والدي لي، فقد كنت منذ الصغر أتعرض للعقاب الشديد دائما من أبي على أي خطا أعمله، سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد، كما كنت وما زلت أتعرض للتفرقة في المعاملة بيني وبين إخوتي، وهذا ما فكرت فيه كثيرا ولم أجد سببا لذلك.

أبي إنسان ملتزم بحرفيات القيم، فقد كان دائما يمنعني من اللعب مع الأصدقاء ويعمل دائما على قمع أي هواية لدي، وكان يقوم بحبسي في البيت وكان يأمرني بالمذاكرة طول الوقت، ولكنني بدلا من المذاكرة والانتباه إلى دروسي وجدت نفسي أسرح في أشياء كثيرة وأصبحت أعاني من تشتت الذهن، ومع مرور الوقت أصبحت غير قادر على كثرة السرحان، بل وازداد الأمر سوءا حتى أصبحت أقوم بالتحدث مع نفسي وأتخيل أشخاصا آخرين معي أكلمهم ويكلمونني، وأحاول معهم أن أظهر في صور بطولية أحقق فيها الذي لا أستطيع أن أحققه في الواقع.

وهذا كله منعنى من أن أستطيع المذاكرة، فأدى ذلك إلى حصولي على مجموع متواضع في الثانوية العامة ورسوبي ثلاث سنوات في الكلية.

وأنا الآن لا أستطيع السيطرة على نفسي ولا الهلاوس التي تلاحقني، ولا أستطيع ممارسة حياتي بصورة طبيعية مثل الآخرين.

أرجو من سيادتكم الرد على رسالتي وماذا أفعل حتى أعيش حياتي مثل الآخرين بدون قلق ومتاعب؟
ولسيادتكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
ولدي العزيز الأستاذ/ إيهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كم نحن سعداء حقا باتصالك بنا عبر موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك بين إخوانك الذين يسرهم اتصالك بهم دائما، وسؤالك عن أي موضوع وفي أي وقت، فنحن في انتظارك دائما.

وبخصوص ما ورد برسالتك فالأمر بسيط -إن شاء الله-، فلا تنزعج منه، وسوف ييسر الله لك الخلاص منه في أسرع وقت؛ إلا أنه لابد من بيان بعض الأمور البسيطة قبل الدخول في الحل:

1- أن تلتمس لوالدك العذر، فلعله هو شخصيا كان ضحية تربية من هذا النوع، وإلا فهو قطعا يحبك ويتمنى لك الخير، إلا أنه قد أخطأ في طريقة التعامل معك، ولعله تأثر بتربيته السابقة كما ذكرت لك، فلا تفكر يوما أو يضحك عليك الشيطان ويقول لك: إن والدك يكرهك أو إنه لا يحبك، هذا مستحيل ابني العزيز إيهاب، الخطأ فقط في الطريقة، فعليك أن تسامحه من قلبك وأن تدعو الله أن يسامحه ويعفو عنه.

2- أن تعلم أن ما يصيب الإنسان في هذه الحياة من شر أو مكروه فهو مأجور عليه من الله تعالى ما دام مسلما صادق الإيمان يرضى بما قدره الله وقضاه، ويأخذ بالأسباب ويدع النتائج إلى الله تعالى، فهو الذي يعلم الخير والشر والأنفع للعباد.

3- حاول أن تستمع لشيء من القرآن الكريم يوميا، وأفضل أن تشتري أشرطة الرقية الشرعية، وهناك اليوم أشرطة للشيخ محمد جبريل، وهي عبارة عن أربعة أشرطة في اليوم تستمع إليهما يوميا حتى يذهب عنك هذا الإحساس وتشعر بالراحة والطمأنينة، وهذا سيحدث لك بمواظبتك على سماع هذه الأشرطة -بإذن الله-.

4- ابحث لك عن صحبة طيبة تقضي معها غالب أوقات فراغك وتبث إليهم همومك ومشاعرك، حتى تنفس عن نفسك أولا بأول ولا تكبت تلك الهواجس داخل نفسك.

5- واظب على صلاة الجماعة وأذكار عقب الصلوات باستمرار.

6- حافظ على أذكار الصباح والمساء، والأفضل أن تكون على وضوء دائما.

7- تجنب الجلوس وحدك في أي مكان قدر الاستطاعة، حاول أن تكون مع الناس في المنزل أو في أي مكان آخر.

8-اشغل أوقات فراغك بالأذكار حتى وأنت ماش أو جالس، وخاصة عند النوم، استمر على الأذكار حتى تنام.

9- ادفع عن نفسك النظرة السلبية، وحاول أن ترسل لنفسك رسائل إيجابية، فبدلا من أن تقول لنفسك: أنا فاشل ولن أنجح، قل لها: أنا قادر على النجاح وسأنجح -بإذن الله-.

وحاول أن تردد هذه العبارة لنفسك عشر مرات يوميا، لا تستسلم لهذا اليأس؛ لأنك الوحيد القادر على علاجه، وجه لنفسك عبارات التشجيع وتأكد أنك ستتغير بإذن الله، اقنع نفسك بأنها ليست أقل من الآخرين، فلماذا ينجح فلان وأرسب أنا؟ أنت لست أقل من المتفوقين أو الناجحين، ولكنهم أخذوا بالأسباب وأنت لم تأخذ بها، كرر على نفسك دائما عبارة: أنا قادر على النجاح بعون الله وسأنجح بإذن الله، وتأكد أن الله لم ولن يتخلى عنك.

10- عليك بالسلاح القتال الذي لا يرد القضاء إلا هو، ألا وهو الدعاء، وأكثر منه، ألح على الله حتى يصرف الله عنك ما نزل بك ويحول حياتك إلى جنة خضراء وسعادة وسرور.

11- إذا لم تستفد من هذا كله فأنصحك بعرض نفسك على أخصائي نفساني يساعدك على تجاوز هذه الأزمة -بإذن الله-.
مع خالص دعواتي لك بالسعادة وتمنياتي لك بالتوفيق والنجاح.

الشيخ / موافي عزب.
==============
وبعد استشارة المستشارة النفسية أفادت بالتالي:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخي الفاضل، جعلك الله من السعداء في الدنيا والآخرة، وأدخلك الجنة بغير حساب ولا عذاب، اللهم آمين.

إيهاب يا أخي الكريم، هذه الأحلام عبارة عن دفاعات نفسية لما تعانيه من كبت عاطفي، ولتتخلص منها عليك بالاسترخاء على كرسي مريح، وتنفس بعمق، ثم اكتم النفس ثم أخرجه من فمك سبع مرات.

والآن اسأل نفسك: ما المشكلة؟ اكتب على الورقة أحلام اليقظة.

كيف تحد هذه المشكلة من إمكانياتك؟

لماذا هي بالذات؟

ثم اسأل نفسك الأسئلة التالية:

ماذا أريد؟

ما هي إمكاناتي المتوافرة الآن لأتخلص من هذه التجربة؟


من يمكنه مساعدتي، وكيف؟
هل يمكنني استبدالها بشيء آخر أكثر تأثيرا وفائدة؟ كأن أقوم بتأليف قصص وروايات، أو دخول مركز لتعلم طريقة كتابة القصص، أو أي طريقة أخرى تفرغ الطاقة السلبية وتحولها إلى طاقة إيجابية.
متى أبدأ، اليوم، هذه الساعة، أم الليلة؟

قم الآن بالخطوة الثانية، وهي أن تقف موقف الذات والآخر والمراقب لتفهم نفسك أكثر، وهذا ستجده مفصلا في استشارة رقم (2052)، و(2065).

وهناك تمارين الثقة بالنفس ستجدها في استشارة رقم (2596).

وبالنسبة للوساوس وكيفية القضاء عليها فستجدها في استشارة رقم (1765)، (1592).

شفاك الله وعافاك، وقدر لك الخير كله، وأسعدك في الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.

أ. إيمان الشيباني.

مواد ذات صلة

الاستشارات