الترامادول ليس من الأدوية النفسية

0 343

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهناك دواء مسكن للآلام اسمه (الترادول)، والمادة الفعالة فيه اسمها (ترامادول)، وفي الحقيقة ليس عندي ألم حتى أستخدمه، ولكني أخذته مرة لعلاج المشاكل النفسية فنفعني جدا بحمد الله تعالى.

والسؤال هو: هل أخذه بصورة غير متتابعة وغير مضرة ممكن؟

لأني جربت غيره من الأدوية الخاصة بالعلاج النفسي ولم أنتفع بها مثله، لأنها غالبا ما يكون لها آثار سلبية على نفسيتي بعد انتهاء مفعولها.
وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الكوكبي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالترامادول ليس من الأدوية النفسية، ولكنه ينتمي إلى فصيلة الأدوية المسكنة للآلام الشديدة، وهذا الدواء بكل صدق وأمانة فيه مشتق من مشتقات المورفين، وكما تعرف أن هذه المادة - المورفين - في الأصل يصنع من الأفيون وهي مواد مخدرة وإدمانية جدا، وهذا الدواء أيضا فيه مشتق يعمل من خلال الموصلات العصبية وهي الأدرنانيل والسيرتونن.

وأنا أعرف تماما أن بعض الناس يشعرون بارتياح نفسي وجسدي حين يتناولون هذا الدواء، ولكن حقيقة أود أن أؤكد لك أن هذا الدواء (الترامادول) شديد الإدمان، وهو لا يعطى إلا تحت ضوابط ومحاذير طبية معينة، فيعطى للذين يعانون من الآلام الشديدة كآلام العظام والعضلات والآلام المرتبطة بالأمراض السرطانية.

إذن؛ مهما كانت منفعة هذا الدواء وفائدته بالنسبة لك أرجوك أن لا تتناوله، وأنت ذكرت أنك يمكن أن تتناوله بصورة غير متتابعة، ولكن هذا الدواء استعبادي جدا وسوف تجد نفسك مضطرا لأن تتناوله نسبة للارتياح الذي يسببه، وكذلك خوفا من آثار انسحابه وانقطاعه، حيث إنه من الأدوية التي إذا لم يداوم الإنسان عليها يشعر بآثار انسحابها، وهنا يضطر الإنسان أن يأخذه خوفا منه وليس رغبة ومحبة فيه، فأرجو أن لا تضع نفسك في هذه الحالة وهذا الموقف.

وحتى هذا الأثر -الارتياح من هذا الدواء (الترامادول)- الذي يحدث أود أن أؤكد لك حقيقة علمية أخرى أن هذا الدواء يتميز بأنه من الأدوية التي ينتج عنها ما يعرف بالتحميل، أي أن الفائدة العلاجية من الدواء لا يمكن الحصول عليها إلا إذا رفع الإنسان الجرعة حين يتناول جرعات متتالية، وهذا من أسوأ الصفات الذي يعرف بها هذا الدواء.

لقد أردت أن أملي لك هذه الحقائق العلمية وأملكك إياها لأن هذا من حقك، وعموما أرجوك أن لا تستعمل هذا الدواء استعمالا خاطئا، وأعني بذلك الراحة النفسية التي يجلبها لك هذا الدواء بالرغم من أنه مسكن للآلام الشديدة، لكن أرجو أن تبحث عن أسباب عدم ارتياحك النفسي وتحاول أن تعالج هذه الأسباب، وأرجو أن تفكر إيجابيا وأن تؤهل نفسك بالطرق النفسية البسيطة المتاحة: كن مثابرا في عملك، وتواصل اجتماعيا، وكن حريصا – ولا شك أنك حريص – على صلواتك، وعباداتك، وأذكارك، وتلاوة القرآن، فكلها -إن شاء الله- مروضة للنفس، وتساعد كثيرا في الصحة النفسية.

وبالنسبة للأدوية النفسية فهي كثيرة وإذا لم تستفد من دواء فسوف يفيدك غيره.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات