السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا امرأة متزوجة من مدة (5 أشهر)، ومتحجبة والحمد لله، زوجي مقيم في إيطاليا، وأنا الحمد لله أنجز أوراق الالتحاق به إن شاء الله، في يوم عقد القران أقمنا حفلا صغيرا بين أسرتي وأسرته، والمشكلة أن عائلتي يسخرون مني ويقولون لي إذا لم تقيمي العرس فسوف تندمين طوال حياتك، ولا تكلمينا.
والمشكلة أن زوجي لا يريد لأنه إنسان متدين، يقول لي: إن هذا حرام، وأنا لا أعرف ماذا أفعل؟! ولا أريد أن أغضب زوجي، وهو يكتفي بذلك الحفل الصغير الذي أقمناه، وأنا لا أعرف ماذا أفعل؟!
أرجوكم أرشدوني إلى الطريق الصحيح؟ وما هو موقف العرس في الإسلام؟
ولدي سؤال آخر جزاكم الله خيرا.
زوجي يبلغ من العمر (30 سنة)، وهو يحبني كثيرا، وأنا أعشقه؛ لأنه إنسان ورجل بمعنى الكلمة، ويستاهل حبي له، وعائلتي تقول لي إنك مثل ابنته، وهو أكبر منك بكثير، ولا أعرف ماذا أفعل؛ لأنني لا أحب أن يتكلم عليه أحد بكلمة تزعجني.
أجيبوني على سؤالي ماذا أفعل معهم؟ وهل حقا سوف أندم لعدم إقامتي العرس؟
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن عطاء الرجل يمتد حتى سنوات عمره المتأخرة، بخلاف المرأة التي لها عمر محدد للإنجاب، وإذا وجد الوفاق فلن يضر فارق العمر، فلا تستمعي لكلام الناس، واعلمي أن رضاهم غاية لا تدرك، والعاقل يعمل ليرضي الله، وإذا رضي الله عنه الإنسان أرضى عنه الناس، ولا شك أن الذي فعلتموه فيه كفاية، ولا خير في الإسراف، وليت كل الناس يحرصون على تبسيط إجراءات الزواج، ولو كان الإسراف في المهور وتكاليف الزواج مكرمة لسبقنا إليه من كان لله أخشى وأتقى، فلا تلتفتي لما يقولون واحتملي منهم، واعلمي أن الفرج قريب وغدا سوف يصبح هذا الكلام مجرد ذكريات.
ولا تخبري زوجك بما يقوله أهلك، وانقلي له أحسن ما سمعت، وكوني معه بمشاعرك وأحاسيسك، وقدمي طاعته على طاعة غيره من الناس، ولا تخالفي أمره إلا إذا أمرك بما يغضب الله، ولا أظنه يفعل ذلك فهو ولله الحمد ممن يخاف الله.
وأرجو أن تعلمي أن الإنسان لا يندم على طاعته لله ولكن النادمين هم أهل المعاصي لما لها من شؤم وضنك، قال تعالى: ((فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى))[طه:123-124]
وهنيئا لك بهذا الزوج وهنيئا له بك وبارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله والبعد عن كل ما يغضبه، واعلمي أن طاعة الزوج من سمات الصالحات قال تعالى: ((فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله))[النساء:34].
وكوني لزوجك أرضا يكن لك سماء، وكوني له أمة يكن لك عبدا، واحرصي على إدخال السرور عليه مشاركته في طاعة الله؛ فإن ذلك يجلب لكما السعادة، وأشغلي نفسك بذكر الله وطاعته.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.