ما أسباب ضعف نمو الشعر والعلاج؟

0 888

السؤال

السلام عليكم

أعاني من ضعف في نمو شعري منذ أن أنهيت الجامعة، وشعري يبدو خفيفا، وقد تعالجت له كثيرا وأخذت مقويات وأدوية، وآخرها كان المنتج السعودي (اثمدين هير بلس)، ولكنه ينمو نموا ضعيفا، وقد تعبت كثيرا وأتمنى أن يبقى شعري كثيفا، فهل من وسيلة إلى ذلك؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقبل البدء في إيجاد الحل يجب البحث عن الأسباب وإيجاد الحلول لها، فيجب مراجعة أسباب سقوط الشعر عند النساء خاصة، وذلك لنفي وجود أي سبب، وبعدها نفكر بالأمور الخاصة التي قد تكون هي سبب تساقط الشعر عندك.

فهناك أسباب عامة لتساقط الشعر تنطبق على كل الناس، ولكن هناك أسبابا خاصة لتساقط الشعر عند الإناث، ومنها حبوب منع الحمل، والتساقط بسبب الحمل، واتباع الحمية القاسية لإنقاص الوزن، وأخيرا تساقط الشعر بأسباب مفتعلة - أي من صنع المريضة نفسها -، مثل: فراشي الشعر وتسريح الشعر والاستعمال المتكرر لمجفف الشعر (الشسوار) ولفافات الشعر وفرد وتمليس الشعر وتمويج الشعر والأصباغ بما يصاحبها من الماء الأكسيجيني والمواد المعدنية والاصطناعية، والأسباب كما يلي:-

أولا: حبوب منع الحمل: إن استعمال حبوب منع الحمل لعدة سنوات قد يؤدي إلى تساقط الشعر، وذلك بتأثير الهرمونات التي تحويها تلك الحبوب، وتعتمد نسبة التساقط على تركيز الهرمونات بها، وهذا النوع من التساقط مؤقت إذ لا تلبث أن تعاود البصيلات نشاطها السابق وتعوض الشعر المتساقط، وذلك بعد التوقف عن استعمال حبوب منع الحمل.

ثانيا: التساقط أثناء الحمل: قد يحدث تساقط شعر فروة الرأس أحيانا بين الحوامل بعد الشهر الثالث من الولادة، إذ أن نسبة كبيرة من بصيلات الشعر تدخل في مرحلة الراحة أو الخمول، وبالتالي تقل نسبة الشعر النامي وسبب ذلك قد يكون فقر الدم أو التوترات العصبية أو بسبب زيادة إفرازات الغدة الدرقية أو نتيجة عوامل أخرى تحدث أثناء فترة الحمل.

ثالثا: اتباع حمية قاسية لإنقاص الوزن: وقد تبين أن لذلك أثرا بالغا على نشاط بصيلات الشعر، فإذا كان ولابد من إنقاص الوزن فيجب أن يكون نظام الأكل متوازنا، فإذا أرادت السيدة اتباع نظام معين لتخفيف وزنها، فلابد وأن تتناول الفاكهة والخضار والبروتينات الضرورية لبناء الجسم والمحافظة على حيويته، وقليل دائم خير من كثير زائل، وكذلك أخذ حاجتها من الحديد وتجنب المأكولات والوجبات الجاهزة السريعة لأنها قد تؤدي إلى فقر الدم.

رابعا: تساقط الشعر بسبب مفتعل: والمقصود بهذا أن التساقط مفتعل نتيجة استعمال أدوات التجميل المختلفة، ومن هذه العوامل التي لها أثر هام على تساقط الشعر ما يلي:

أ) فراشي الشعر: فيجب أن تكون فرشاة الشعر من النوع الذي لا يؤذي الفروة والشعر كذلك، فاستعمال الفراشي المصنوعة من النايلون القاسي أو المشدودة بالسلك قد يكون له أثر ضار.

ب) تسريح الشعر: إن طريقة تسريح الشعر وتصفيفه لها أثر هام، إذ قد يؤدي ذلك إلى عدم تلبد الشعر أو تشابكه مع بعضه البعض، ويفضل أن يسرح الشعر ويسدل على الحاجبين دون الإسراف في شد أطرافه؛ لأن شد الشعر بعنف وتركه مربوطا لمدة طويلة قد يؤدي إلى التساقط، وتلاحظ هذه الظاهرة جيدا بين طالبات المدارس، إذ تعمد الأمهات إلى شد شعر بناتهن إلى الخلف، فيجب أن لا تستعمل طريقة الشد بقوة بالأربطة المختلفة، كما أن استعمال التقليعات المختلفة عند تسريح الشعر قد يؤدي إلى التساقط، خاصة عند فرد الشعر أو تجعيده، كما هو الحال في تسريحه (النيغرو)، إذ تؤثر المواد الكيماوية المستعملة على لمعان الشعر وحيويته وتؤدي إلى التقصف والتساقط.

جـ) الاستعمال المتكرر لمجفف الشعر (الشسوار): فالحرارة الزائدة قد تؤدي إلى إذابة الروابط بين أجزاء الشعر، ويفقد ذلك الشعر لمعانه ويسبب تقصفه وبالتالي إلى التساقط.

د) لفافات الشعر: وبخاصة الأنواع المصنوعة من المعدن، إذ أن شد الشعر ولفه بقوة حول اللفافات وتركه لمدة طويلة وأحيانا النوم بها قد يجهد البصيلات ويؤدي إلى تساقط الشعر، فإذا كان ولابد من استعمال اللفافات فيجب أن يكون ذلك في المناسبات وليس بعد كل حمام، كما يفضل استعمال الأنواع البلاستيكية وعدم شد الشعر بقوة حولها وعدم تركها لمدة طويلة، إذ لابد من فك الشعر منها بعد ساعة أو ساعتين على الأكثر ويسرح بعدها الشعر بفرشاة ناعمة.

هـ) فرد وتمليس الشعر: إن فرد الشعر له أثر بالغ الضرر، إذ ينتج عن ذلك تساقط الشعر بغزارة وقد يبقى أثره إلى أمد طويل، وتستعمل طريقة فرد الشعر بين ذوات الشعر المتجعد، ويتم ذلك بفرك الشعر بمواد كيماوية وهي القلويات مثل أملاح الصوديوم المركزة، فتحلل هذه المواد الروابط بين أجزاء الشعر، فينبسط نتيجة فقدانه صلابته، وتصبح الشعرة لينة، فيفرد الشعر بعد ذلك ويثبت بمواد كيماوية مثل الفورمالدهايد أو البرمنغنات أو غيرها من المستحضرات المتنوعة، ويبقى الشعر بعد ذلك مفرودا لعدة أسابيع.

و) تمويج الشعر: وهي طريقة أخرى للعبث بالشعر، ويكون نتيجتها التساقط كذلك، وتستعمل هذه الطريقة بين ذوات الشعر الطبيعي، وتتم هذه بوضع مواد كيماوية حامضية على الشعر مثل مادة حامض الثايوجلايكولك، الذي يفتت الروابط بين أجزاء الشعر حيث تعمل تلك الروابط على تماسك الشعرة والمحافظة على قوتها وصلابتها وشكلها، ونتيجة لذلك تتجعد الشعرة وتثبت في الوضع والشكل الذي تريده ثم يوضع على الشعر مادة مؤكسدة.

وإن طريقة فرد الشعر وتمويجه لا تؤدي إلى تساقط الشعر فحسب، بل قد تؤذي فروة الرأس وتسبب لها أضرارا ومضاعفات كثيرة.

د) الأصباغ: وهي كثيرة ومتنوعة، فمنها ما يستخدم لشعر فروة الرأس ومنها ما يستعمل لصبغ شعر الذقن أو الشارب في حالة زيادة نمو شعر الوجه عند السيدات، وسأبين أهم هذه الأنواع:

- ماء الأكسجين: وهي مادة مؤكسدة تؤدي إلى أكسدة المادة الملونة للشعر وبذلك تفقد الشعرة لونها، وينتج عن ذلك شعر فاتح اللون، وإذا تكرر استعمال هذه المادة فإن الشعر يفقد لونه كلية، وإذا استعمل ماء الأكسجين على شعر الفروة لفترات متكررة فإن الشعر يفقد لمعانه ويصبح جافا ويتقصف بعد ذلك.

- الأصباغ النباتية: وهي أفضل أنواع الأصباغ المستعملة للشعر وأقلها ضررا إذا استعملت بطريقة سليمة وبدون إسراف، وأهم هذه الأصباغ النباتية صبغة الحناء، وتستعمل بكثرة في بلاد الشرق، وقد يضاف إليها مادة (الأنديغو) التي تعطيها اللون الأسود، وتستعمل هذه الأصباغ عادة لإخفاء شعر الشيب.

- الأصباغ المعدنية: وهي كثيرة ومتنوعة، فمنها ما يحوي مركبات النحاس أو الكبريت أو الرصاص، وكل نوع من هذه الأصباغ تعطي لونا معينا للشعر بعد صبغه، وإن للأصباغ المعدنية أضرارا جانبية خطيرة، إذ قد يؤدي امتصاص تلك المركبات من فروة الرأس إلى تسمم عام بالجسم.

- الأصباغ الصناعية: ومن مميزاتها بأن تأثيرها يبقى لمدة طويلة، كما أنه لا يحتاج إلى تكرار الصبغة، إذ يكفي أن يفرك الشعر مرة واحدة بقدر مناسب منها لتؤدي الغرض المطلوب، ومن الأصباغ الصناعية مادة (البارا فينيلين داي أمين) وهي مادة مؤكسدة مثل ماء الأكسجين، وإنها طريقة سهلة الاستعمال، ولكن من أهم عيوبها أن تلك الأصباغ غالبا ما تؤدي إلى حساسية موضعية حادة، حيث تظهر أعراض منها: الحكة والالتهابات بفروة الرأس أو على الأماكن التي تعرض لتأثير تلك الصبغة.

ويجب قبل استعمال صبغة الشعر وخاصة الصناعية منها والتي تحتوي على مركبات كيماوية أو معدنية أن يجرى اختبار للحساسية لتلك المادة حتى يمكن معرفة مدى تقبل الجلد لذلك النوع، حتى ولو استعملت تلك الصبغة في السابق؛ لأن كثيرا من هذه المواد قد لا يظهر أثرها إلا بعد الاستعمال المتكرر.

ولكن كيف يمكن إجراء اختبار الحساسية؟ يمكن إجراء اختبار الحساسية بطريقة سهلة، وذلك بوضع قليل من الصبغة على الجلد، وليكن على منطقة أعلى الساعد، ثم تغطي بقطعة قماش صغيرة، وتثبت مكانها بواسطة لاصق خاص أو نوع من الورق الشفاف اللاصق العادي، ويجب ملاحظة عدم استعمال البلاستر، حيث أن مكوناته قد تكون سببا للحساسية، وتترك هذه مدة من الزمن - حوالي 48 ساعة -، فإذا ظهر احمرار وحكة وأحيانا قد تظهر فقاقيع على الجلد خاصة إذا كان أثر تلك الصبغة قويا فمعنى ذلك أن الجسم يرفض هذه المادة وقد تسبب حساسية موضعية عند استعمالها، لذلك يجب عدم استعمالها والبحث عن بديل إذا كان هناك إصرار على استعمال الأصباغ.

وبعد مراجعة الأسباب وإيجاد الحلول المناسبة لها سيؤدي ذلك إلى تقوية الشعر بشكل عام، كما أن تقوية الجسم بشكل عام يؤدي إلى تحسن الشعر، وأخيرا نلجأ إلى السوائل المقوية للشعر من الأسواق الموثوقة والشركات ذات السمعة الطيبة والتي تختلف بأسمائها من دولة لأخرى.

ومن المنشطات العامة للشعر مادة البيبانتين بأشكالها السائل والحقن العضلية، وفي حال وجود صلع النساء الوراثي، فعندها نذكر بما ورد في استشارة سابقة عن صلع النساء وهذا نص الجواب:

أولا: الصلع له مرادفات عديدة منها صلع الذكور وصلع الإناث، والصلع بسبب الأندروجين والصلع الوراثي والصلع العائلي، كلها مرادفات لمرض واحد تختلف أشكاله حسب المصاب.

ثانيا: الصلع مرض وراثي شائع وهو يصيب الذكور أكثر من الإناث، وله شكل مميز بتوزع الشعر عند الصلعان.

ثالثا: يصيب ما يقارب 50% من الذكور.

رابعا: والإناث يصيب 13% قبل سن اليأس، وتزداد نسبته تدريجيا إلى أن تصل75% عند من تجاوزن الخامسة والستين.

خامسا: هو مشكلة جمالية ليس إلا، ولكن هناك تقارير عن زيادة نسبة الأمراض القلبية أو أورام البروستات السليمة عند الذكور.

سادسا: يختلف عمر بدء المرض بتفاوت كبير من شخص لآخر، ولكن سن الثلاثين يعتبر متوسط سن الإصابة لكلا الجنسين.

سابعا: يتطور المرض تدريجيا ولكن عند الذكور يأخذ الخط الأمامي للشعر مع قمة الرأس، بينما عند الإناث يصيب الصدغين بدل الخط الأمامي للشعر مع المشاركة في إصابة قمة الرأس.

ثامنا: عند الإناث يكون فقدان الشعر على شكل خفة عامة لا ترقى إلى تعرية الرأس.

تاسعا: إن العوامل المساعدة على سقوط الشعر مثل فقر الدم بنقص الحديد قد يؤدي إلى تفاقم وزيادة الصلع.

عاشرا: أهم ما يجب نفيه عند الإناث هو وجود مظاهر الاسترجال من أسباب هرمونية، والتي تتظاهر بشعرانية واضطراب الدورة؛ لأن ذلك يؤدي إلى خفة الشعر، وكذلك يجب نفي وجود اضطرابات الغدة الدرقية ونقص الحديد.

وأما العلاج فلا يوجد إلا علاجين موافق عليهما من قبل منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية (Fda)، وهما: المينوكسيديل والفينيسترايد.

A. أما المينوكسيديل فهو مفيد لكلا الجنسين، ويبدو أنه يفضل 2% عند الإناث و5% عند الذكور، فقد استجابت الإناث أكثر من الذكور للتركيز 2%، ويجب ملاحظة أن التركيزات العالية قد تتصاحب بنسبة أعلى للشعرانية في الوجه كما ويجب الانتباه إلى أن التحسن قد يحتاج إلى عدة شهور ليبدأ، وأنه دواء يستعمل طول العمر وإن إيقافه سيفقد صاحبه أو صاحبته ما قد كسبوا من شعر.

B. وأما الفينيسترايد فلا يستطب في الإناث ولا يفيد حتى بعد سن اليأس.

C. هناك علاجات هرمونية أخرى مثل (Oral contraceptives) موانع الحمل، و(Spironolactone).

وأما المستحضر الذي ذكرتيه وهو: (اثمدين هيربلس) فبمراجعة موقع المستحضر على الإنترنت: Http://thebeauty4U.com/ingredients_ar.htm، وجدنا أن المنتج السعودي (اثمدين هير بلس) مكون من زيت (اللوز، الجرجير، الخروع، الغار، السدر، القراص، المرامية) وفيه الإثمد وفيتامين A & e.

وإن الزيوت النباتية الأساسية تحتوي على أحماض دهنية غير مشبعة، مثل حمض الفالينولنيك وحمض جامالينولنيك والتي لها خاصية إخماد نشاط إنزيم فايف ألفا ردكتيز الذي يحول التستستيرون إلى الدايهيدروتستستيرون والذي يؤثر على بويصلات الشعر، مما يؤدي إلى حماية الشعر لينطلق في نموه الطبيعي شعر كثيف وقوي وطويل.

وأقول بأن هذا الكلام لو كان صحيحا لكان هذا المنتج ثورة في علاج الصلع سواء للذكور أو للإناث.

وختاما فمن خلال ما سبق يمكن مراجعة الأسباب ثم اختيار الأنسب دون نسيان اختبارات الدم اللازمة وننصح بمراجعة طبيب جلدية ثقة لتقييم الحالة؛ لأن تطور المرض يختلف من شخص لآخر بحيث أن التفاوت يتفاوت من نقص محدود وبقاء أكثر الشعر إلى فقدان كل الشعر، وأما عند الإناث فهو تخلخل الأشعار والذي نادرا ما يصل إلى درجة الفقدان الكامل للشعر في المنطقة المصابة.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات