السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لدي طفل عمره 7 سنوات، وهو يخاف أن ينام بمفرده ليلا، مع العلم أننا نمنعه من مشاهدة مناظر العنف والشر الموجودة في البرامج التلفزيونية، ونقرأ له القرآن قبل أن ينام، ومع ذلك فهو لا ينام بمفرده أبدا، ولو قسونا عليه فإنه يظل يبكي طيلة الليل ويرفع صوته بالبكاء، فما الحل؟!
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالأطفال أحيانا لظروف معينة في البيت أو نوع من التعود أو التطبع يكون الطفل مقترنا جدا بوالديه أحدهما أو كليهما، وهذا يجعله يطالب دائما بهذه الرفقة ويخاف إذا افتقد هذه الرفقة، وخاصة ليلا.
وهذا الطفل في عمر سبع سنوات يستوعب، فيجب أن يشرح له ما هو الخوف، ويجب أن تحكى له بعض القصص عن الأبطال والشجعان وعن الفرسان الذين كانوا يذهبون في الظلام وخلافه، فهذا إن شاء الله سوف يقرب إلى ذهنه أن الخوف ليس من السمات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان.
ثانيا: أرجو أن يشجع الطفل على أن تبنى شخصيته وتكون بصفة جيدة، وذلك بأن نعطيه بعض المهام، وبأن نشعره أنه فعال في الأسرة، وأن نستشيره حتى في بعض الأمور الأسرية، ولابد أن يتعلم أن يرتب وينظم ملابسه، ويهتم بهندامه وكتبه، فهذه آليات مهمة جدا لبناء الشخصية، وحين تبنى الشخصية يقل الخوف أيا كان نوعه.
والشيء الثالث: هو أن تتدرجوا معه لإزالة الخوف، فأثناء النهار اطلبوا منه أن يظل في الغرفة وحده لفترة نصف ساعة مثلا، ثم بعد ذلك يمكن أن يشجع بكلمة طيبة أو يعطى هدية بسيطة وهكذا، وبعد ذلك يترك في الغرفة ليلا وحده مع وجود ضوء خافت وتكونون أنتم على سبيل المثال جالسين في الصالة وخلافه، وهو يعرف أن الهدف من بقائه هو العلاج، يعني لابد أن يوضح له ويقال له: أنك أنت ممتاز وشجاع، ولكن حتى نزيل هذا الخوف لابد أن نطبق هذه الطرق حتى تساعدك.
وأعتقد أن الطفل ربما يحتج ويستنكر إذا ترك وحده، ولكن سوف يتعود إن شاء الله، أي تكون هناك مقدمات تمهيدية، وهي الآليات التي ذكرتها لك، وبعد ذلك يترك وينام وحده حتى لو صرخ وبكى واحتج، فهذا الاحتجاج إن شاء الله سوف يختفي بعد مرتين أو ثلاث.
لكن المهم أن تكون عواطفكم قوية وثابتة وأن لا تستكينوا لصرخات الطفل وبكائه فهذا أمر تربوي ضروري جدا، كما أن المعاملة من جانب الأم ومن جانب شخصك الكريم لابد أن تكون واحدة، أي أن يكون التطبيق السلوكي منسجما، وسوف يكون من الخطأ أن ينتهج أحدكما منهج الشدة والآخر منهج اللين، فهذا يؤدي إلى إخفاقات كثيرة في تكوين الشخصية لدى الطفل، كما أنه سوف يستغل هذا الموقف.
ومن الآليات السلوكية أيضا هي: أن يقال له أنك سوف تعطى نجوما -وهذه النجوم هي نوع من المكافآت- إذا نمت وحدك هذه الليلة، وسوف تعطى على سبيل المثال أربع نجوم، وتوضع هذه النجوم في غرفته، وإذا بكيت سوف نسحب منك نجمة أو نجمتين، ويكون هنالك اتفاق معه أنها في نهاية الأسبوع سوف تستبدل هذه النجوم حسب عددها وحجمها بهدية بسيطة من الأشياء التي يحبها، فهذه التمارين السلوكية أيضا ناجحة وفعالة.
كما يمكن أيضا الاستفادة من إخوانه إذا كان لديه إخوان، فيمكن أن ينام أحد إخوانه معه، فهذا أيضا يساعد، وإن لم يوجد من ينام معه، يمكن أن تعطى أمثلة عن طريق الأطفال الذين يعرفهم، قولوا له: الطفل فلان الفلاني وسموه باسمه نعرف أنه ينام وحده منذ أن كان عمره أربع سنوات على سبيل المثال، وأكثروا من القصص له، القصص التي تخص الأطفال والقصص التي تحمل البطولة، وعموما الخوف في الأطفال أمر محدود جدا، وينتهي في الكثير من الحالات بانتهاء المرحلة العمرية المعينة، إذن هو أمر مكتسب، وسوف يختفي بتطبيق التمارين السلوكية السابقة الذكر إن شاء الله.
وبالله التوفيق.