الخوف من ترك فتاة عند قطع الاتصال بها عبر النت

0 547

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أريد أن أسأل سؤالا:

أحب فتاة أصغر مني بقليل، وأنا والحمد لله شاب ملتزم وأخاف الله، ولكني أكلمها على الإنترنت، وأريد أن أقول لها: إني أريد أن أقطع هذه العلاقة، لكن ليس قطعها تماما، بل فقط لا كلام بعد الآن على النت؛ لأني عرفت أنه شيء حرام، وأخاف إن قلت لها ذلك أن تنساني وتتركني؛ لأني أحبها، وهي مسافرة، أنا محتار في أمري فماذا أفعل؟

أرجو المساعدة وجزاكم الله خيرا، وأسأل الله أن يمدكم بالعافية، والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجهول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن عليك أن تخبرها أنك تريد قطع العلاقة معها؛ لأنها تجر إلى ما يغضب الله، وأنك راغب فيها، ولكنك تحتاج إلى وقت كاف، وإذا كانت تبادلك المشاعر فيمكن اتخاذ خطوة أخرى عن طريق أهلك إن أمكن، وإلا فنحن لا ننصح أبدا بانتظار السراب، والنساء بلا شك كثير، ومعرفة الإنترنت لا تعطي إلا جزءا بسيطا من الحقيقة، وربما كان أهل الفتاة قد أعدوا لها فارس أحلام لا يقبلوا بغيره، ومن هنا كان لابد من طرق الأبواب ومقابلة أهل الفتاة الأحباب، وذلك هو الطريق الوحيد الموصل إلى الصواب.

وإذا علمت الفتاة بما في نفسك، وأدركت أنك تخاف من الله فسوف يزداد تعلقها بك إن كانت من الفاضلات، وسوف يكفيك الله ويغنيك إن كانت غير ذلك.

وأرجو أن تعرف أنه من الصعب على الإنسان أن يصدق أن شابا يخاف الله وفتاة تراقب الله، يمكن أن يستمروا في علاقة عاطفية تتخفى خلف الخيوط العنكبوتية، وتنمو في الأوساط الرديئة، تتخذ من ظلمة الليل وغفلة الولاة فرصة للنمو والازدياد، ولا شك أن الشيطان حاضر، فاتق الله في نفسك وفي بنات الناس، واعلم أنك لا ترضى ذلك لأختك أو عمتك، فكيف ترضاه للأخريات؟! وما الذي يجعلها تصدق أنك لا تكلم غيرها؟ وكيف تستريح أنت لفتاة تكلمك في الخفاء؟! ونحن لا نتهم أحدا، ولكننا نحذر الصالحين والصالحات في السير في هذه الطريق الموحشة التي لا تؤمن فيها العواقب.

ونحن نخشى أن يحصل التعلق، ثم يحال بينكما وبين الرباط الشرعي، فتكون الحسرة والندامة، وإذا كان أهلك عندهم قابلية لهذا الأمر فاعرض الفكرة عليهم، واطلب منهم أن يعرضوا الأمر على أسرة الفتاة دون أن يعلم أحد أن المعرفة تمت عن طريق الإنترنت، فإن ذلك يحطم ثقة أهل الفتاة في بنتهم، ويدخل العناد والرفض إلى نفوس أهلك، واعلم أن البر ما اطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس، وأن أفتاك الناس وأفتوك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وإننا لنحمد هذه الروح الطيبة التي دفعتك للسؤال، وهي دليل خير في نفسك، فحافظ على ما وهبك الله، وسر على خطى وهدى رسول الله، ومرحبا بك مع آبائك وإخوانك في الله.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير، فإن الموفق هو الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات