ما هو الشلل الدماغي المؤثر على العواطف، وكيف يمكن التعامل مع المصاب به؟

0 534

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبي تعرض لصدمة عصبية أدت لشلل نصفه الأيمن، يبلغ من العمر 47 سنة، كان طبيعيا جدا قبل مرضه، لكن بعد مرضه أصبحت تصرفاته وأفعاله غريبة، علما أن الدكتور أخبرنا أنه لن يظل على حالته الطبيعية في عقله، رغم أنه يتماثل للشفاء في حركاته، أحيانا نجده يبكي وحده، ونحن لم نقصر في شيء تجاهه -والحمد لله-، نريد منكم أن تدلونا -جزاكم الله خيرا- كيف لنا أن نتصرف معه وما يجب علينا فعله كي نساعده على علاجه؟ خصوصا أنه أحيانا لا يتذكر شيئا مما يفعله، فأنا أخاف أن يؤثر ذلك عليه أكثر.

ادعوا له بالشفاء وعفوا إن كنا أطلنا عليكم.

جزاكم الله خيرا وأبعد عنكم الأذى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لوالدك الشفاء.

فمن الواضح أنه قد أصيب بجلطة أو شلل دماغي أساسي، وما دام الشلل في النصف الأيمن فمعنى ذلك أن الإصابة أو الجلطة الدماغية كانت في الجانب الأيسر، ويعرف أن الجانب الأيسر هو الذي يتحكم في عواطف الإنسان ووجدانه، وكذلك حركة ودرجة الكلام، وكما أن هذه المراكز اليسرى تتعلق بالذاكرة والتذكر وتحليل المعلومة أكثر مما هو في الجانب الأيمن، وهذه التغيرات التي حدثت لهذا الأخ - عافاه الله وشفاه - هي ناتجة عن هذه الإصابة أو الجلطة التي حدثت له.

أتفق معك تماما أن بعض الإخوة الذين تحدث لهم مثل الذي حدث لوالدك يحدث لهم نوع من التأرجح الوجداني، قد تصبح عواطفهم سطحية، ويكونون سريعي الإثارة، سريعي الانفعال، وكما ذكرت ربما يكون البكاء دون سبب، وهذا يسمى -إذا جازت الترجمة الإنجليزية- هذا يسمى بالتفاعل العاطفي الوجداني الكارثي، أرجو ألا تزعجك هذه الكلمة، هي مجرد مصطلح اتفق عليه، وحاولت أن أقرب الترجمة بقدر المستطاع.

الذي يمكن فعله معه هو بالطبع اللطف ومحاولة إرضائه بقدر المستطاع، وأنا أعرف تماما أنه لا يوجد أي قصور -إن شاء الله- من جانبكم، وأرجو أن لا تحسوا بالذنب حيال ما يحدث منه، حاولوا أن تستمروا في بره، وإن شاء الله تعالى قد فتح لك بابا من أبواب الجنة، فأرجو أن تدخلوا من خلاله، ويمكن أن يتقرب إليه الأشخاص الذين كان يحبهم من أصدقائه وزملائه؛ لأن في ذلك يشعره بشيء من الطمأنينة وأنه مقبول وأنه غير مرفوض، وأنه ما زال يمكن أن يؤدي دورا في الحياة، فهذا مهما كانت درجة علته، ومهما كانت درجة إعاقته؛ هذا إن شاء الله سوف يساعده.

أرجو أن أؤكد لك أن الصدمة العصبية التي أدت إلى الشلل أنا لا أعرف ماذا تقصدين بالصدمة العصبية، هل هي حالة نفسية حادة حدثت له؟ الحالات النفسية الحادة لا تؤدي إلى مثل هذا الشلل الرئيس، غالبا يكون ناتجا عن ضغط أو نزيف في أحد أوردة الدماغ، وأنا على ثقة كاملة أن الطبيب يكون قد شرح لكم ذلك تماما.

هنالك بعض الأدوية التي تساعد في استقرار مثل هذه الحالات ولو كان جزئيا، هنالك دواء يعرف باسم (نوتروبيل Nootropil)، ويعطى بجرعة حبة (800 ميلجرام ) صباحا ومساء، هو يحسن الدورة الدموية في الدماغ، وربما يساعد الوالد -إن شاء الله-.

هنالك عقار أيضا مصاحب أو مشابه يعرف باسم ديوكسيل (Duxil) وجرعته هي حبة صباحا ومساء، ولكن النوتروبيل ربما يكون أفضل.

هنالك أيضا دواء نعطيه في مثل هذه الاضطرابات الوجدانية، هذا الدواء يعرف باسم هلوبريدول (Haloperdiol) ويعطى بجرعة نصف مليجرام فقط ليلا، هذا إن شاء الله يساعده على الأقل ألا يستثار أو ينفعل بسرعة.

هنالك ما يعرف باكتئاب ما بعد الصدمة أو السكتة الدماغية، بعض الناس يحدث لهم ذلك أيضا، إذا اتضح أن الوالد كان حزينا لدرجة كبيرة أو أنه مكتئب لدرجة كبيرة ربما أيضا يعطى جرعة بسيطة من الأدوية المضادة للاكتئاب حسب ما هو متوافر في بلادكم، دواء مثل (سبراليكس) ربما يكون سليما إذا توافر، والجرعة هي 5 مليجرام، فقط نصف حبة وليس أكثر من ذلك.

أنا لا أريد أن أكثر عليه الأدوية لأنه ربما يكون يتناول أدوية أخرى ما دام لديه هذه الحالة، ولكن النوتروبيل لا بأس به مع جرعة صغيرة من الهلوبريدول قد تكون كافية جدا، وإذا لم يستجب أو كان هنالك -كما ذكرت- من الاكتئاب الواضح فيمكن أن يعطى السبراليكس .

لا بد أن يركز أيضا على العلاج الطبيعي، وأنا على ثقة أن طبيب الأعصاب يقوم بمساعدته والإشراف على ذلك.

أسأل الله له الشفاء والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات