السؤال
أود الاستفسار عن دواء سبرالكس وآثاره الجانبية، فأنا أستعمله منذ 4 شهور ولم ألاحظ آثار النعاس والنوم تقريبا باستمرار إلا قبل أسبوع فقط، كما أن مفعوله جيد جدا.
لقد كنت أستخدم سابقا دواء السيروكسات لمدة سنة ونصف، ولقد استفدت منه كثيرا ولكنه سبب لي السمنة والنوم الكثير مما يفوت علي الصلوات بالإضافة إلى أنه عودني الكسل، وذهبت إلى الطبيب واستبدله بالسبرالكس واستخدمته، ولكن ما إن أتاني عارض النعاس المزعج قبل أسبوع أصابتني الحيرة، فهل النعاس من أعراض السبرالكس أم ماذا؟!
هل دواء لوسترال وإيفكسر يختلف عنهما؟ وهل يوجد دواء يبعث النشاط؟ علما بأن بعض الناس وصف لي الجنسج لكنهم قالوا بأنه يسبب السمنة. أريد الحل؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الأدوية تختلف في تفاعلاتها من شخص إلى آخر، كما أن الناس تختلف في تقبلها لهذه الأدوية وآثارها الجانبية، وهذا يرتبط بعمر الإنسان والتركيب البايلوجي والكيمائي وكذلك الجيني والوراثي بالنسبة له.
عموما فالسبراليكس ليس من الأدوية التي تسبب النعاس أو النوم الشديد، ولكنه ربما يكون استرخائيا فقط، وذلك في الأيام الأولى للعلاج، فالبعض يحس بنوع من الاسترخاء البسيط، والكثير من الناس لا يحس بذلك مطلقا، وحتى الزيروكسات الذي سبب لك النعاس والإزعاج فهنالك البعض لا يسبب لهم هذا النعاس مطلقا، وأعرف أن الكثير من الناس يتناوله في أثناء النهار وهم يقومون بأعمالهم وواجباتهم على خير ما يكون.
وهذا النعاس الذي حدث لك لا أرى أنه مرتبط بالدواء ارتباطا مباشرا، فربما يكون الدواء قد ساعد في ذلك، وربما تكون قد مرت بك نزلة برد - انفلونزا - بسيطة لم تلحظها، وربما تكون قد كنت متعبا، وربما تكون قد غيرت قليلا من عاداتك فيما يخص الأطعمة والأشربة، فعلى سبيل المثال هنالك من يتناول الشاي والقهوة في الأمسيات وهي منشطة، وربما يكون حدث نوع من هذه التغيرات البسيطة ولم تلحظه، وربما يكون هذا مجرد أمر عابر ليس مرتبطا بأي متغير.
عموما فالذي أنصحك به هو أن تستمر على العلاج، ولكن يمكن أن تتناوله مبكرا بعض الشيء، وإذا استمر معك النعاس فأنقص الجرعة إلى 5 مليجرام ليلا لمدة ليلتين أو ثلاث، ثم بعد ذلك ارجع إلى الجرعة الأصلية التي تتناولها الآن.
هذه كلها طرق تساعد إن شاء الله في زوال هذا النعاس، ونصيحتي لك أيها الفاضل أيضا أن تمارس أي نوع من الرياضة، فالرياضة تحفز الطاقات الداخلية وتبعد النعاس والتكاسل.
هذا هو الذي أراه بخصوص هذا الدواء، وعموما فهو من الأدوية التي لا تسبب النوم أو النعاس كما ذكرت لك سابقا.
أما لسترال فهو دواء ممتاز أيضا، وينتمي لنفس مجموعة السبراليكس، كما أن الزيروكسات ينتمي لنفس المجموعة، وهذه تعرف بمجموعة (Ssris)، وهي تعمل على مادة السيروتينين بطريقة معينة ومخصصة جدا، واللسترال لا يسبب النعاس بدرجة كبيرة، وأعرف أن بعض الناس يتناولونه في أثناء النهار، وهو يعالج القلق والاكتئاب والوساوس القهرية، وهنالك دراسات تشير أيضا أنه فعال جدا في علاج المخاوف الاجتماعية، والجرعة الفعالة للمخاوف الاجتماعية ربما تكون حبتين إلى ثلاث في اليوم، والحبة الواحدة تحتوي على 50 مليجرام.
لا بد أن أرجع وأشرح لك بعض الآثار الجانبية للسبراليكس - فقد أوردته في أول رسالتك - فالسبراليكس ربما يسبب في الأيام الأولى بعض سوء الهضم البسيط جدا في الأيام الأولى للعلاج، ولذا دائما ننصح أن يتناوله الإنسان بعد تناول الطعام، وربما يسبب لبعض الناس صداعا بسيطا جدا، وهذا قد لا يلحظه الإنسان لأنه بالبساطة التي لا تؤلم كثيرا، وفيما يخص الآثار الجنسية والذي دار حولها الكثير من اللغط والحديث نقول بأن السبراليكس لا يضعف الإنسان جنسيا، ولكنه ربما يؤخر القذف بسيطا لدى الرجال، هذا هو الأثر الجانبي الذي كثر عنه الحديث.
كما أنه ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، ويتميز السبراليكس بأنه لا يتفاعل سلبيا مع الأدوية الأخرى، أي أن الإنسان يمكنه أن يتناوله ويتناول أي أدوية أخرى.
أما بالنسبة للإيفكسر فهو لا ينتمي لهذه المجموعة، أي مجموعة السبراليكس واللسترال والزيروكسات، ولكنه ينتمي لمجموعة أخرى تعرف باسم (Snris)، وهذه المجموعة تعمل كيميائيا على مادة السيروتينين، وكذلك مادة النورأدرانلين في نفس الوقت، ولا يوجد أي دواء مطابق له تقريبا إلا العقار الجديد الذي يعرف باسم سمبالتا.
أما بالنسبة للأدوية التي تبعث على النشاط فإني أعتقد بأن الإنسان يجب أن يلجأ لهذه الأدوية في الأصل إن وجدت أو لم توجد، وفي الحقيقة أن هنالك نوع من أدوية الكورتيزون التي تؤدي إلى نشاط، ولكننا لا ندعو لاستعمالها لأن مشاكلها كثيرة جدا.
كما أن الفيتامينات وخاصة فيتامين (E) ربما يؤدي إلى نوع من الحيوية، ولا مانع أن تتناول شيئا من الفيتامينات.
أما بالنسبة لجنسنج فهو يؤدي إلى النشاط، ويكثر عنه أنه يؤدي إلى نشاط جنسي وخلافه، ولكن - كما ذكرت لك - بأنه ليست لي قناعات كاملة بهذه الأشياء، فالإنسان يحاول أن يعيش حياة طبيعية يتناول فيها الطعام، ويكون طعامه متوازنا من ناحية التكوين الغذائي، وينظم الإنسان نومه ووقت راحته، وكذلك ممارسة الرياضة، فهذه الأشياء هي التي تجعل الإنسان نشطا ويتمتع بالحيوية المطلوبة.
وبالله التوفيق.