أرغب بتعجيل الزواج بخطيبتي الصغيرة.. هل ما أرغبه هو الصواب؟

0 567

السؤال

أنا شاب عمري 24 سنة، خطبت فتاة تصغرني بتسع سنوات ونصف، أود أن يتم الزواج بأسرع وقت بعد تخرجي (أي: قبل نهاية هذا العام 2007 ) وذلك للأسباب الآتية:

1) لأن الأصل في الزواج التعجيل كما هو مقرر في الكتاب والسنة.
2) الزواج بهذه الفتاة الصغيرة يلبي لي احتياجا نفسيا مهما، وهو احتياجي لرعاية شخص ما، والقيام على أمره وتقديم القدوة له، فإن هذا يساعدني على بناء نفسي وترقيتها والشعور العام بالمسئولية.

3) الاستقرار البدني والنفسي والعاطفي لي ولزوجتي في وقت مبكر يلبي احتياجاتنا في هذه النواحي، ويعيننا على العفة، ويركز جهودنا لنسير في طريق الحياة بقوة ونشاط بإذن الله.

4) تبين لي بعد البحث والاطلاع في الكتب العلمية والتربوية والمقالات ورصد التجارب الواقعية عبر منتديات النت أو في محيطنا أن كل ما يثار حول الزواج المبكر، وكل ما يلصق به من أضرار، مبالغة وتضخيم يجانب الحقيقة والواقع، ولدي بحث صغير عن هذا الموضوع.

5) أن أبي -أسأل الله أن يحفظه- لديه القدرة المادية والتفهم الذي يتيح لي إقناعه بتزويجي.

السؤال: هل أنا مخطئ في كل ما ذكرته أم مصيب؟

والله ولي التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت مصيب في كل ما ذكرته، وهذا من فضل الله الذي فتح بصيرتك، ونسأل الله أن يحقق لك غايتك، وأن يجمع بنيك وبينها على الخير، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك التوفيق والسداد.

وأرجو أن يعلم الجميع أن أمتنا لم تعرف خطيئة تأخير الزواج إلا بعد فترة المستعمر الذي خلق أجيالا يفكرون بطريقته ويسيرون والعياذ بالله على دربه، وهم من بني جلدتنا وممن يتكلمون بألسنتنا، وعمق هذه المشاعر السالبة وجود المسلسلات الفاسدة التي تفتح أبواب الحرام، وتصعب وتعقد سبل الوصول إلى الحلال، فمن العار علينا أن نسير خلف عدونا، وليتنا أدركنا أن الأعداء يؤخرون الزواج لكنهم يشجعون الفساد، ولذلك كثرت فيهم الأمراض الجنسية والأزمات النفسية وتفككت الروابط الاجتماعية.

أما نحن معشر المسلمين فالأصل عندنا الإسراع في أمر الزواج، حتى قال الشافعي رأيت جدة عمرها إحدى وعشرين سنة، وكان الفرق بين عبد الله بن عمرو بن العاص وأبيه عمرو بن العاص رضي الله عنهما إحدى عشر سنة فقط.

وإذا كان والدك ميسور الحال ومتفهما للأمور، فتلك من نعم الغفور، فأعرض الأمر عليه، واعلم أن الزواج استقرار ونجاح وتعويد على المسئولية، وإذا تزوج الإنسان باكرا، فإن أولاده يدركونه ويتربون على يديه ويقفوا إلى جواره.

أما ما يذكره بعض الناس من مشاكل في الزواج المبكر، فما هي إلا أوهام وتخيلات.

ولا شك أن سعادة الرجل إذا أصبح رجلا لا تتحقق إلا مع زوجة يسكن إليها، فللرجال خلقت النساء ولهن خلق الرجال، والله تبارك وتعالى دعا الآباء والمجتمع إلى تيسير هذا الأمر فقال سبحانه: (( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين ))[النور:32] فكأن قائلا قال ومن أين المال والرزق فقال رب العزة: (( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ))[النور:32]، وكان ابن مسعود يقول: (التمسوا الغنى في النكاح)، علما بأن المرأة تأتي برزقها وكذلك الأطفال، وأن ما يصرفه بعض الشباب اليوم على الفساد والملاهي فيكفي لإطعام أسر عديدة، فلا تتردد في هذا الأمر، وابن حياتك على اليسر والطاعة.

ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات