السؤال
السلام عليكم..
أعاني من مرض بهجت منذ 4 سنوات، وأعتمد على الكورتيزون كعنصر أساسي للعلاج.
1- الكوتيزون يسبب زيادة الوزن لدرجة مزعجة جدا، ألا يوجد أعشاب تكون بديلا له؟
2- كلما أنقصت الجرعة بناء على أوامر الأطباء ارتد المرض بشدة، حدث ذلك مرات عديدة وأعود من حيث بدأت (50 مجم) مرة أخرى؛ هل سيستمر هذا المرض معي طوال حياتي، خصوصا أنه يصيب أماكن حساسة تضر بعلاقتي مع زوجي؟
ساعدوني، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سنبدأ بذكر لمحة عن المرض لتأكيد التطابق بين الشكوى والتشخيص، ثم نركز على موضوع العلاج، وهو لب السؤال.
ليست كل تقرحات على الفم أو العين أو الأعضاء التناسلية هي داء خلوصي بهجت، وإن هذا المرض لا يوجد له تشخيص يقيني، ولذلك وحتى نقول (مرض بهجت) يجب أن تتوفر عناصر التشخيص ومعرفة سريعة وشاملة للمرض، فهذه التسمية تدل على وجود تقرحات ناكسة في كل من الفم والعين والأعضاء التناسلية، وهذه تعتبر من الموجودات الأساسية، وبالإضافة لذلك فإن الإصابة بهذا المرض قد تشمل إصابته لواحد أو أكثر مما يلي مثل القلب والأوعية الدموية أو الجهاز الهضمي أو الرئوي أو البولي التناسلي أو الجهاز العصبي المركزي أو المفاصل، وقد يتظاهر بأعراض عامة مثل الصداع والتعب العام ونقص الشهية وضخامة العقد الليمفاوية.
وقد يكثر وجود التهاب لوزات متكرر أو آلام عضلية أو مفصلية وتقرحات فموية متكررة.
ونؤكد على أنه لا يوجد لهذا المرض فحص مخبري مشخص لذلك، فإن تشخيصه يتم بناء على تجميع موجودات بين ما له دلالة صغيرة أو دلالة كبيرة، وإن التشخيص يتم من خلال التوفيق وجمع الأعراض، ولذلك وحتى يشخص يجب أن يوجد تقرحات القلاع الفموي، وعلى الأقل اثنين مما يلي:
تقرحات تناسلية.
التهابات وتقرحات بالعين.
التهاب الفاصل.
التهابات جلدية وطفح بثري ( التهاب الأوعية الجلدية ).
التهاب سحايا ودماغ.
وننوه بأن سبب المرض غير معروف، ولكن متعلق من قريب أو بعيد بالمناعة الموروثة، أو تنظيم المناعة في الجسم، وقد يعزى إلى بعض الالتهابات الجرثومية أو الفيروسية أو اضطرابات وعائية.
وما يهم هو العلاج والذي يشمل واحدا أو أكثر مما يلي:
ويجب معرفة أن أغلب العلاجات المتوفرة هي علاج للأعراض فقط.
العلاجات الموضعية:
إن من العلاجات الموضعية خاصة للأغشية المخاطية في الفم مادة التتراسكلين ( مستحضرات التتراسيكلين تعتبر من أفضل المستحضرات الموضعية يذاب 250 مغ في 5 مل ماء تبقى في الفم 2 دقيقة قبل أن تبلع )، ويمكن استعمال الكورتيزون الموضعي.
وأما لتخفيف الألم فيمكن استعمال المخدر الموضعي، كما يوجد مستحضرات فيها المطهر والمخدر الموضعي بآن واحد مثل الكلوراسيبت.
ومن المهم أيضا استعمال المطهرات الموضعية لتحسين حالة المنطقة التناسلية، والأفضل متابعة الحالة مع طبيبة أمراض نساء وولادة ومما قد يفيد المغاطس والغسولات وكريمات المضادات الحيوية.
وإن العلاج العام الذي سيأتي تفصيله أدناه يحسن كل الآفات في كل المواضع بما فيها المنطقة التناسلية.
العلاجات العامة:
وأما العلاجات الأهم من العلاج الموضعي، فهي العلاجات الجهازية العامة عن طريق أجهزة البدن، ( وننوه إلى أنه لم يثبت إلى الآن فعالية أي دواء كشفاء ).
وأما الكورتيزونات فتعتبر حجر الأساس في العلاج، ومع ذلك لم تثبت قدرتهم في تغيير مسيرة المرض، كما أن التأثيرات الجانبية المتراكمة مع الزمن تحدد من استعمالها، ويجب أن تعطى تحت إشراف طبي، وذلك لتفادى هذه المضاعفات مثل ارتفاع السكر وضغط الدم وترقق العظام وغيرها.
وبالنسبة لعلاج الأعراض العامة والالتهابات والمفاصل والآلام العضلية، فمضادات الالتهاب غير الكورتيزونية ( Nsai ) والكولشيسين أو الدابسون أو السولفابيريدين أو الآزاثيوبرين.
وأما لحالات العين والجهاز العصبي المركزي فالكورتيزون الجهازي أو السيكلوسبورين.
في بعض الأحوال قد تستطب التداخلات الجراحية.
من الممكن استشارة طبيب الأمراض الجلدية أو العيون أو الروماتيزم أو العصبية أو الطبيب الباطني أو حتى الجراح أو غيره؛ حسب الأعراض والأجهزة المصابة، ويفضل المتابعة مع أقربهم لمرض المريض، لأن أغلب العلاجات العامة تحتاج مراقبة طبية ومتابعة لكيفية أخذها من تعديل وتغيير حسب التحمل والتحسن والتأثيرات الجانبية وعدمها لأي من هذه الأدوية.
ننصح بمراجعة الطبيب المختص بالموضع الأكثر تأثرا، كما يفضل المتابعة مع أكثر من اختصاص والتوفيق بين العلاجات، وقد يكون طبيبا أكثر حنكة من غيره، ولكن دون الحاجة إلى الدوران والقلق من واحد لآخر وبفترات قصيرة، ولربما الكولشيسين الذي ذكرناه أعلاه بديل جيد للكورتيزون، ولكن أيضا يحتاج متابعة مع طبيب.
وبالله التوفيق.