السؤال
السلام عليكم.
أرجو منكم تحديد الأرحام الذين يجب علينا صلتهم؟ وهل يشملون أيضا أبناء الخالة وأبناء العم؟
جزاكم الله عنا كل خير.
السلام عليكم.
أرجو منكم تحديد الأرحام الذين يجب علينا صلتهم؟ وهل يشملون أيضا أبناء الخالة وأبناء العم؟
جزاكم الله عنا كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Kaoutar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الأرحام هم كل من يرتبطون بالإنسان من جهة والديه، والمسلم مطالب بالإحسان لوالديه ثم لأرحامه ثم لجيرانه ثم للناس أجمعين، فالأعمام والعمات والأخوال والخالات هم أقرب الناس للإنسان، فالخالة أم وعم الرجل صنو أبيه، وتكون أهمية الصلة بحسب قربها من الإنسان.
وتتعمق معاني الود إذا كان الموصول مطيعا لله متبعا لرسوله صلى الله عليه وسلم، والبداية تكون بالأقرب، والصلة تكون بدعوة الغافل وتعليم الجاهل ونصح من يحتاج للنصح، وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: ((وأنذر عشيرتك الأقربين))[الشعراء:214]، وعرف النبي صلى الله عليه وسلم حق القرابة، ومنزلتها فكانت صلة الرحم من معالم رسالته، ولا عجب فقد بعث لكسر الأوثان وصلة الأرحام، وكان يقول للمشركين: (لكم رحم سأبلها ببلالها) وفي ذلك تشبيه لقطيعة الرحم بشدة العطش.
ومن الصلة المشاركة في الأفراح والأتراح، وليس الواصل بالمكافئ يعني يزور إذا زاره، ويتوقف إذا امتنعوا عن زيارته، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمهم وصلها.
فاجتهدي في صلة أرحامك واحتسبي الأجر عند الله، واجعلي وصالك لقريب الصلة وللبعيد، واحتسبي كل ذلك عند الحميد المجيد، وإذا لم يتيسر لك زيارة الجميع فلا أقل من السؤال عن أخبارهم، وقد كان للشيخ بن باز رحمه الله -رغم مشغولياته- يوم محدد في الشهر يحاول الوصول إلى أرحامه، ويتصل بالهاتف على من يتعذر الوصول إليه، وإذا رغب الإنسان في الخير بنية صادقة وجد من الله اليسر والتوفيق.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ونسأل الله أن يجعلنا من أهل البر والصلة، وأن يهدينا ويهدي بنا، ويجعلنا سببا لمن اهتدى.
والله الموفق.