السؤال
مشكلتي أن لي آمالا عريضة وهمة متدنية للغاية، فأنا أتحمس في البداية ثم أفقد حماسي سريعا، ولقد من الله علي بمميزات كثيرة، فأنا أحب القراءة والمتابعة، وكنت أكتب كثيرا من الكتب الدينية الصغيرة والمطويات، وعندما أتحمس لموضوع أبدأ في البحث والمتابعة ثم يخبو حماسي، وعندما أتممت حفظ القرآن الكريم كاملا - منذ عام تقريبا بعد طول محاولات - لم أستقم على خطة لمراجعته حتى الآن.
وأما على الصعيد المهني فقد تركت عملين حتى الآن، وكان أحدهما في واحدة من أكبر شركات الاتصالات بالعالم، وإلى الآن لم أبحث عن عمل آخر.
وأما على الصعيد العلمي فمنذ تخرجي وأنا أحلم بالحصول على شهادة زمالة المحاسبين الإداريين الأمريكية، وحدث مرتين أن بدأت في الاستعداد لها ثم فجأة يخبو حماسي وتضعف همتي تدريجيا، وكلما حاولت أن أعيد الكرة ثبطني الشيطان، وفي كلتا المرتين كنت أحاول الاشتراك في دورات إعداد ثم أنسحب منها بعد ذلك، والآن أحاول أن أبدأ مع نفسي دون دورات، ولكن كلما أضع جدولا أو خطة لذلك أقوم بتأجيلها دون أي داع سوى الكسل وفقدان الهمة. فهل من نصيحة توجهونها لي؟!
بارك الله لنا في موقعكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الهمة العالية تنبع من النفوس الكبيرة العامرة بالإيمان والثقة، وقد أحسن من قال:-
وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن ألق دلوك في الدلاء
وإذا كنت ممن يحب القراءة ويؤلف الكتيبات، فسوف تصل إلى الخيرات بحول وقوة رب الأرض والسماوات، ونحن ننصحك بما يلي:-
1- كثرة اللجوء إلى من يجيب من دعاه.
2- تحديد الأهداف، مع ضرورة أن تكون مناسبة لقدراتك.
3- مجالسة أصحاب الهمم العالية، والقراءة عن أصحاب الهمم عبر تاريخنا.
4- إعطاء النفس حظها من الراحة، وحقها من الترفيه على أن يكون بمقدار ما يطعمه الطعام من الملح.
5-الاهتمام بالدراسة المنتظمة.
6- عدم اليأس من الفشل، والفرح بالإنجاز ولو كان يسيرا، واعتبار الفشل مرحلة في طريق النجاح، والمؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين.
7- التدرج في الوصول إلى الهدف.
8- معرفة حقيقة النفس وإدراك حاجتها للمتابعة والحث والفطام عن ملذاتها، وقد أحسن من قال:-
والنفس كالطفل إن تهمله شب على *** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
9- البعد عن المعاصي فإنها سبب للخذلان والحرمان.
10- بر الوالدين وصلة الرحم، والإحسان للخلق، وتجنب الظلم والبغي.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بتكرار المحاولات، ولابد للإكثار من قرع الأبواب أن يلجأ.
ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن ينفع بك البلاد والعباد.
وبالله التوفيق.