السؤال
أنا سيدة لدي طفلتان: الكبرى تبلغ أربع سنوات، والصغرى سنتين، وابنتي الكبرى متعلقة بوالدتي كثيرا، وتحب أن تبيت عندها بالأيام، وزوجي يقول لي: إن هذا غير مناسب؛ لأنها ستفقد تعلقها بي وبالمنزل وبأختها، وقد زارتني أختي الكبرى قريبا، واصطحبت ابنتي معها على أن تقضي معها اليوم ثم تصحبها إلى والدتي لتبيت معها، ولكن ابنتي أصرت على البقاء مع خالتها لتبيت معها، وزوجي رفض بشدة حتى لا تعتاد المبيت خارج المنزل.
السؤال: هل حقا هناك خطر في هذا على تعلق ابنتي بي، أم أن كل الأطفال يحبون الخروج والفسحة خارج المنزل؟ وهل اختلاف طرق التربية من الممكن أن يؤثر على ابنتي؟
وجزاكم الله خيرا، علما بأنني أحرص أنا وزوجي على تنشئتها تنشئة دينية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن طفلتك لن تتضرر بوجودها مع جدتها إلا إذا كان هناك تقصير وتفريط في التوجيه من قبل الجدة، فغالبا ما تكون جرعة العاطفة عندها كبيرة، ونحن ننصحكم بأن تجعلوا المنزل بيئة جاذبة حتى تميل الطفلة إلى البقاء في المنزل، فليس من الحكمة إظهار رفضكم أمام والدتك أو أمام الطفلة، ولكن من الممكن أن تقولوا للجدة: أختها لا تحتمل فراقها، أو نحن سنذهب بها إلى كذا وسوف نأتي بها في وقت لاحق لأننا نرغب في زيارتكم، كما ينبغي إعطاء هذه الطفلة مزيدا من العطف والاهتمام؛ لأن الأطفال يحتاجون إلى جرعة العطف الزائدة.
بالإضافة إلى تنفيذ برامج محبوبة لها أثناء فترة وجودها معكم؛ لأن هذا سوف يجعلها تفضل البقاء عندكم.
ولا شك أن اختلاف المناهج التربوية يؤثر على الطفل؛ ولذلك لابد من الاتفاق مع الجدة على الخطوط العريضة، والتأكد من حرص الأهل جميعا على الآداب والأخلاق، مع ضرورة مراقبة تصرفاتها بعد عودتها من عند الجدة أو الخالة أو العمة حتى تتمكنوا من محو التصرفات التي لا ترغبون فيها.
ونحن نتمنى أن يتم كل ذلك في حكمة وهدوء، وأن يكون وضع الخطوط والمناقشة بعيدا عن أطفالكم والأهل حتى لا يحصل سوء فهم لمقاصدكم، فليس من الحكمة ولا من الصواب أن تشعر والدتك بأن زوجك لا يرضى بمكوثها أياما عند جدتها أو خالتها، وأرجو أن تتقدمي أنت بتولي هذه المهمة بعد الاتفاق مع زوجك، وحبذا لو وضعت برامج بديلة كإشراكها في مسابقات في القرآن وأشياء تتطلب وجودها عندكم.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ولن تبتعد ابنتك عنك إلا إذا حرمت من عواطفك، ولن تكره أختها إلا إذا فضلتموها عليها، وذلك مما حرمه الله، كما أرجو تقدير مشاعر الأهل فإن ما يفعلونه دليل على حبهم لكم ولأولادكم.
ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
وبالله التوفيق والسداد.