كيفية الاقتناع بما كتبه الله للعبد في دنياه

0 115

السؤال

أريد أن يكون عندي اقتناع بالنصيب. فكيف ذلك؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، ولكل أجل كتاب، (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)، وقد أحسن من قال:
يريد المرء أن يعطى مناه *** ويأبى الله إلا ما أرادا
و(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له)، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وإن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله سبحانه إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا وأمر الله نافذ، ومن سخط فعليه السخط وأمر الله نافذ.
والسعيد هو من آمن بالله ورضي بقضائه وقدره، وأيقن أن ما اختاره الله له خير له من اختياره لنفسه، والأمر كما قال عمر بن عبد العزيز: "كنا نرى سعادتنا في مواقع الأقدار".
والإنسان عليه أن يسعى ويفعل الأسباب ثم يرضى بما يقدره الوهاب، ولا يمكن للإنسان أن يسعد إلا إذا رضي بقسمة الله بين عباده، ونظر إلى من هم أسفل منه في المال والولد والعافية وفي كل أمور الدنيا، و(ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس).
وهذه وصيتي لك بضرورة التمسك بالدين، وإياك والتطلع إلى ما في أيدي الناس، واعلم أن من يعطى الدين لم يفقد شيئا، ومن حرم الدين فقد حرم، قال تعالى: ((ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى))[طه:131]، ورزق ربك في الدين والتقوى خير وأبقى، فإن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب؛ لأنه لا تزن عنده جناح بعوضة، ولكنه سبحانه لا يعطي الدين إلا لمن أحبه.
ونسأل الله أن ييسر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات