السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال حول بحة الصوت، حيث إنني أحتاج في كثير من الأحيان إلى التنحنح قبل الكلام لكي يعتدل الصوت، وأواجه مواقف محرجة في كثير من الأحيان مع هذه الحالة، حيث يصبح صوتي خشنا ومبحوحا كالرجل، وأحتاج للنحنحة كي يعتدل، ولا أعلم ما هو الحل، ولا لمن أذهب؟!
مع العلم أنني عندما تأتيني الكحة تكون قوية، وتستمر لأكثر من 4 شهور، كما يوجد لدي حساسية بالصدر، وأعاني كذلك من آلام بالمعدة والقولون العصبي، وألاحظ أن موضوع بحة الصوت يزداد سوءا ولا أعلم ماذا أفعل؟!
ولدي سؤال آخر: حول شعوري بالتعب وضيق التنفس عند بذل أي مجهود حتى ولو كان صغيرا، مثل المشي لمدة عشر دقائق، أو صعود درج السلم حتى ولو كان طابقا واحدا فقط، حيث أشعر بتعب ودوخة وصعوبة بالتنفس، ولم أكن أعاني من هذه المشكلة من قبل، مع العلم بأني غير متزوجة وصغيرة بالسن، وتم عمل الفحص بالمجهود للقلب وكان لدي هبوط بالضغط، وأخبروني بأن التخطيط جيد والحمد لله، ولكن لا أعلم سبب شعوري بهذا التعب لمجرد أي حركة بها مجهود بسيط جدا. أرجو الإفادة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فداء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأسباب بحة الصوت تتعلق بالأحبال الصوتية، والنحنحة تؤدي إلى راحة مؤقتة، ولكن كما علمت من الإخوة الزملاء المختصين في أمراض الأنف والأذن والحنجرة أن النحنحة من الأشياء التي تضر كثيرا بالأحبال الصوتية، وبكل أسف فهذه النحنحة عادة أو لا إرادية لدرجة ما لدى الكثير من الناس، وينصح الإخوة المختصون بأن يستبدل الإنسان النحنحة بكحة بسيطة أو القيام بالبلع، فإذا عود الشخص نفسه على ذلك سوف يؤدي إن شاء الله نفس الغرض الذي تؤديه النحنحة.
وهذا التغير المستمر في صوتك ربما يكون لديك أيضا نوع من الأحماض التي تتكون في المعدة وخاصة أنك تعانين من القولون العصبي، ويحدث نوعا من الاسترجاع لهذه الأحماض خاصة في أثناء النوم ليلا، وهذه الأحماض تؤدي إلى نوع من الالتهاب الكيميائي الذي يحدث في الأحبال الصوتية، وهذا يؤدي إلى النحنحة، ولذا يعطي الأطباء المختصين بالأنف والأذن والحنجرة الأدوية المضادة للأحماض لعلاج مثل هذه الحالة، وحتى حساسية الصدر فيرى البعض أنها قد تكون ناتجة من هذه الأحماض المرتجعة، وهذه الأحماض تفرز في المعدة، ويحدث لها نوع من الارتجاع والتي ربما تصل إلى الأحبال الصوتية وحتى إلى القصبة الهوائية.
إذن؛ فأخذ رأي أطباء الأنف والأذن والحنجرة وربما أطباء الجهاز الهضمي يعتبر هاما في هذا السياق، وبالتأكيد فعليك أيضا بمقابلة أخصائي التخاطب الذي يستطيع أن يحدد نوعية المشكلة وحجمها وكيفية التخلص من النحنحة، ومعظم التمارين سوف تقوم على الأسس التي ذكرتها لك في صدر هذه الرسالة، ولكنه سوف يبدأ معك كذلك في نوع من تمارين الاسترخاء التي تشمل عضلات الرقبة التي بالطبع مرتبطة كثيرا بالكلام ومخارج الكلام.
ولا شك أيضا أن تعلم القرآن وتلاوة القرآن ومخارج الحروف والتجويد والنطق الصحيح تحسن إن شاء الله من الصوت ومن فصاحة اللسان ومن سهولة التخاطب، وهذه إن شاء الله كلها آليات جيدة جدا.
ولا مانع أيضا من أن تتناولي دواء بسيطا جدا للقلق، خاصة وأنه لديك القولون العصبي وآلام المعدة، فهنالك دواء يعرف باسم فلونكسول، فأرجو أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة (نصف مليجرام) في اليوم، فهذا الدواء يساعد كثيرا إن شاء الله في علاج القولون العصبي وأي توترات موجودة، وهو دواء غير إدماني وغير تعودي، فأرجو أن تتناوليه بمعدل حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقفي عن تناوله.
وأما بالنسبة للجانب الآخر وهو الشعور بالتعب وضيق النفس، وذلك بعد أن تتأكدي من أن القلب سليم ولا توجد أي علة به، مع تصوري أن مستوى الهيموجلوبين وقوة الدم لديك طبيعية وكذلك الغدة الدرقية أيضا طبيعية، فهذه الحالات إذا لم يكن هنالك سبب عضوي ربما يكون هو مجرد نوع من التكاسل البسيط الذي يحدث للإنسان، وأحيانا القلق أو عسر المزاج يؤدي إلى هذا النوع من التكاسل.
والذي أرجوه منك هو أن تلجئي إلى ممارسة الرياضة بصورة متدرجة ومنتظمة، والرياضة المتدرجة تساعد كثيرا على إزالة التعب، فابدئي بالمشي لمدة ربع ساعة يوميا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك ارفعي المعدل إلى نصف ساعة، ثم إلى خمس وأربعين دقيقة، فالالتزام بذلك سوف يساعد إن شاء الله في إزالة هذا الكسل والشعور بالتعب، وحتى الضيق الذي يحدث في التنفس ما دام القلب سليما ولا توجد به علة أساسية، فالمشي يؤدي إلى استرخاء العضلات، والدواء الذي وصفته لك أيضا يؤدي إلى نوع من استرخاء العضلات، والشيء الوحيد الذي يجب أن تتأكدي منه أن الحساسية يجب أن تكون تحت التحكم عن طريق الأدوية التي تستعمل في علاج الحساسية؛ لأن حساسية الصدر ربما تؤدي إلى ضيق في النفس، وإن كنت لا أعتقد أن ذلك ينطبق في حالتك، وأرى أن الموضوع مجرد نوع من القلق أو نوع من التكاسل التلقائي الذي حدث.
وكما ذكرت لك فإن الرياضة المتدرجة مع تناول الدواء البسيط الذي ذكرته لك تعتبر حلولا طيبة جدا لمثل هذه الحالات.
وعليك أيضا أن توزعي زمنك، فأرجو أن يكون لديك فن استثمار الوقت (وقت للراحة، ووقت للترفيه، ووقت للقراءة، ووقت للعبادة، ووقت للتواصل، ووقت للدراسة ... وهكذا)، فهذا لا يعطي فرصة للتكاسل والخمول، فالتكاسل والخمول يأتي في بعض الأحيان تلقائيا أو ربما نحن نستجلبه استجلابا لأنفسنا، وذلك بأن نعيش في الفراغ، وأننا لا نستثمر أوقاتنا بالصورة المطلوبة بالرغم من أن الواجبات أكثر من الأوقات.
وأسأل الله لك الصحة والعافية، وعليك بالدعاء أن يزيل الله عنك هذا الشعور بالكسل والتعب.
وبالله التوفيق.