السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..أما بعد،،
فمشكلتي التربوية التي أعاني منها أني شاب ملتزم ومحبوب بين أقراني وأصحابي وشخص مرح، ولكن لا أجد الصديق الذي يقدمني على أحد، أي لا يوجد لدي صديق مقرب جدا مني وهو مصطلح ( الخليل) بمقابل أني كما ذكرت محبوب والكل يحبني وليست لدي مشاكل مع أحدا.
أحس أيضا أنني دائما من يبادر في الاتصال أو السؤال على أصدقائي، وهناك نقطة مهمة في الموضوع أني تلتبس علي في بعض الأحيان عندما يعجبني شخص وأريد أن أجعله لي صديقا أحس وأفكر مليا أن هذه الصداقة ليست لله! لأن ما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل، وهذا الأمر حصل معي منذ فترة وجيزة أن تعرفت على شاب ولكن أحسست بهذا الموضوع، وإني بعدما فارقته أجد نفسي متعلقة به كثيرا ودائما أفكر به وأني متعلق به وهو لا يدري بهذا التعلق، علما بأني أخبرته أني أحبه في الله ولكن كيف أتقرب منه أكثر لكي أجعله خليلي ويشعرني بنفس الشعور المتبادل؟ وكيف أجعل الشباب يحبوني أكثر ويقربوني إليهم أكثر مع أني دائما أحرص على هذا الأمر؟ ولكم جزيل الشكر على مجهوداتكم الكبيرة، أتمنى أن تسرعوا في الإجابة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ح-ع حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الصداقة الناجحة هي ما كانت في الله وعلى مراد الله، ولكن استمرارها لا يكون إلا إذا وجد الصدق والإخلاص من الجانبين، وأبشر فإن خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، فحافظ على ما عندك من الخير، وأقبل على إخوانك جميعا وقدم من تقدم منهم على غيره، بإيمانه وصلاحه وصلاته، واجتهد في نصح من يقصر ولا تكرهه ولكن اكره ما عنده من مخالفات كما قال الله تعالى على لسان نبيه لوط: ((إني لعملكم من القالين))[الشعراء:168]، فلم يعلن كرهه لهم ولكنه كره فعلهم القبيح ولو أنهم تركوه لارتفعت مكانتهم.
وإذا أصلح الإنسان ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين إخوانه والناس، فإن القلوب بيد مصرفها سبحانه، ونحن نذكرك بضرورة أن تبني هذه العلاقات على أساس التعاون على البر والتقوى، فإن الناس يتصادقون من أجل الدرهم والدينار، ومن أجل جمال الأجساد والألوان، ومن أجل طريقة المعيشة واللطف والظرف، ومن أجل الاستفادة والمصالح، وما أريد به وجه الله هو الذي يبقى وكل إخوة لا تقوم على أساس من التقوى والإيمان تنقلب إلى بغض وتعور وعدوان قال تعالى: ((الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين))[الزخرف:67].
ونحن نشكر لك هذه الروح الاجتماعية الطيبة، ونذكرك بأنها موهبة غالية في هذا الزمان الذي انكمش فيه كثير من الناس وهرب من إخوانه، فاحمد الله على ذلك، وأجعل هذه الموهبة في خدمة الدين والنصح للمسلمين، وردد في يقين: (اللهم حببني إلى خلقك وحبب إلي الصالحين منهم).
أما مرحلة الوصول إلى الخل الوفي فقد تحتاج فيها لبعض الوقت، وأرجو أن تواصل الاهتمام بإخوانك، والتمس لهم الأعذار ولا تكثر من لومهم وشجع من يطيع الله، واحفظ لكل واحد أسراره وخصوصياته، وحرضهم على تقوية العلاقات رغبة في الأجر والثواب من رب الأرض والسماوات.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحبا بك مجددا، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.
وبالله التوفيق والسداد!