السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا خجل منكم لأنني سألت كثيرا عن دواء الزيروكسات، حيث شخصتم حالتي بأنني أعاني من رهاب بسيط، ونصحني الدكتور محمد بأن أتناول الزيروكسات لمدة ثلاثة أشهر، ولكن الذي يحدث معي هو أنني متردد جدا في تناول هذا الدواء، وأشعر بأنني سأصبح إنسانا غير طبيعي إن تناولت هذا الدواء؛ لأنه دواء نفسي، كما أشعر بخوف دائم منه مع أنني لم أتناوله حتى الآن، فما رأيك؟!
كما أنني أخاف أيضا من السمنة، فأنا أشعر بأن شكلي سيتغير، وهل يتعارض دواء الزيروكسات مع الأدوية الأخرى؟ لأنني متأكد بأنني سأقرر وأحزم أمري بتناول الزيروكسات؛ لأنني ما إن أتناوله أول مرة حتى أكسر حاجز الخوف عندي من تناول هذا الدواء.
أفيدوني جزاكم الله كل خير، فأنتم بمثابة الحضن الدافئ الذي أشكو إليه همي بعد الله سبحانه وتعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Marwan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيرا على تواصلك مع استشارتك للشبكة الإسلامية، وثقتك في شخصي الضعيف، ونحن على أتم الاستعداد للإجابة على أي استفسار يصدر من شخصك الكريم أو أي من الإخوة الأفاضل.
أعلم تماما أن الإنسان حين يعاني من أي درجة من القلق ربما يكون قلقا نحو كل شيء، فيكون قلقا نحو العلاج، ويكون القلق نحو الآثار الجانبية، ويكون القلق نحو التحسن ذاته، ثم حين تأتيه الصحة والعافية يكون أيضا قلقا ويسأل نفسه: إلى متى سوف يستمر هذا التحسن؟! وهكذا.
إذن؛ فالذي يحدث لك هو أمر طبيعي جدا ولم يزعجني كثيرا، وأنا أشكرك جدا على استفسارك.
وأود أن أؤكد لك – وبكل صدق وأمانة ودقة فيما أقول لك – أنك سوف تستفيد كثيرا من هذا العلاج، وهذا العلاج بحمد الله هو في منتهى السلامة، ويتميز بأنه لا يؤثر مطلقا بصورة سلبية على الأعضاء الأساسية في الجسم، كما أنه ليس دواء إدمانيا أو تعوديا ... فهنالك الكثير من المفاهيم الخاطئة المكتسبة عن الطب النفسي، وإن كان الأمر قد تغير كثيرا بحمد الله وتغير نحو الإيجاب، فنحن نعترف تماما بأنه توجد أدوية نفسية إدمانية، ولكن هذه الأدوية الآن أصبحت آيلة إلى الزوال، وأصبحت لا تعطى إلا في نطاق ضيق جدا، وربما في بعض الأماكن التي ليس بها إمكانيات لتوفر الأدوية الغير إدمانية والأدوية السليمة، كما أن الله تعالى قد فتح على العلماء، وأصبحوا الآن أكثر يقينا وتيقنا للكيفية التي تعمل بها هذه الأدوية، واتضحت المسارات العصبية والبيولوجية المرتبطة بالكثير من الحالات النفسية.
إذن؛ أرجو أن تطمئن تماما أن الدواء سليم وأنه غير تعودي، وأن الجرعة التي سوف تتناولها هي جرعة صغيرة، وأن المدة هي مدة محدودة، فهذه كلها إيجابيات، والذي أراه هو ألا تحرم نفسك من نعمة الصحة والعافية، وما جعل الله من داء إلا جعل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله، وأسأل الله أن يجعلنا ويجعلك من الذين يعلمون ما هو خير وما فيه المعرفة والمنفعة بإذن الله تعالى.
وأما بالنسبة لزيادة الوزن فربما الزيروكسات تزيد من الوزن بنسبة ضئيلة جدا لعدد قليل من الناس الذين لديهم الاستعداد للسمنة في الأصل، وهذه الزيادة تكون في الأيام الأولى، ولكن الإنسان إذا تحكم في طعامه ومارس الرياضة واتخذ كل التحوطات التي تمنع زيادة الوزن فهذا لن يحدث، وإن شاء الله حين يزول عنك القلق وتشعر أنك قد أصبحت أكثر طمأنينة وارتياحا فهذا سوف يعطيك في حد ذاته الدافعية من أجل ممارسة الرياضة وأن تكون نشطا، وهذا بالطبع سوف يمنع زيادة الوزن.
وأنا على ثقة كاملة أنك تثق فيما أقول، وأنا شاكر ومقدر لك تماما ذلك، وعليه -أخي- أرجو أن تبدأ في تناول العلاج، وصدقني أنك -بإذن الله- سوف تجني المنافع المطلوبة، فتوكل على الله وقل: بسم الله الرحمن الرحيم، وتناول الجرعة الأولى، واسأل الله تعالى أن يجعل لك فيها الشفاء، وهذا هو المكون الرئيسي للعلاج.
وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وجزاك الله خيرا على رسالتك اللطيفة والمفعمة بهذه الدعوات الصالحات، ونسأل الله القبول والتوفيق.
وبالله التوفيق.