السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
في الحقيقة لا أعرف من أين أبدأ، ولكن أرجو أن تراعوا الحالة التي أعيش فيها، وأرجو كذلك أن تهتموا بسؤالي هذا وأن يصلني الرد بأسرع وقت ممكن، فأنا أكتب لكم هذا السؤال وأنا أعتصر حسرة وأبكي دما من شدة ما يحصل لي.
أنا شاب غير متزوج أعيش مع والدتي وأختين لي وأخ أصغر مني، ولي إخوة أكبر مني متزوجون ويسكنون وحدهم، ووالدي متزوج بأخرى ويسكن وحده وله منها أربع بنات.
مشكلتي مع أبي أنني لي أب ولكن يا ليتني ليس لي أب، فوالدي -غفر الله له- هاجر لأمي منذ سبع سنوات ولا ينفق عليها ولا على أخواتي، وتركني وإياهم منذ كنا صغارا وقام بتشريد وتطفيش إخواني الكبار، في الحقيقة لا أعرف إن كان عندي سؤال أم لا؟! فأنا أسأل وأكتب من أجل أن أفضفض لا أكثر، لا أعرف لماذا نعيش في ظروف كهذه بدون أب مع وجود الأب على قيد الحياة؟ هو يسكن بجانبنا ولكن لا نسلم من طلباته ومشاكله، فهو يريد أن يخرجنا من البيت الذي هو بيته أصلا لأننا لا نعطيه مالا مع أنه واجب عليه أن ينفق على أمي وأخواتي، أشعر أن شبابي بدأ يذهب وأنا أقوم بالعمل من أجل أن أسد رمق أمي وأخواتي، مع العلم أنني في بعض الأحيان وحسب استطاعتي أساعده، علما بأن له راتبا شهريا يكفيه، وأتكفل بدفع بعض مصاريفه الشهرية الثابتة ومع ذلك يبخل علينا في كثير من الأمور، حتى وصل بي الأمر أني قلت عنه: إنه ظالم وإنه أناني ويحب نفسه فقط، فهذه هي صفاته، تركنا من أجل أنه تزوج بأخرى ولم يقم بالعدل بين أبنائه وزوجاته، نبهته كثيرا أن هذا حرام ولا يجوز فلم يصغ إلي، ووالدتي لا تريد أن تسامحه حتى لو مات وحتى لو ماتت هي فهي الآن لا مطلقة ولا زوجة، سامحوني فقد أطلت ولكن تحملوني، أريد أن أبث همومي لغيري، أريد غيري أن يسمعني ويتعظ من غيره، فالعاقل من اتعظ بغيره، إنه الآن ينافسنا على كل صغير وكبير في المنزل، وصل به الأمر أن قال لي: انصرف من البيت أنت وأمك. يريد البيت لأننا لا ندفع أجرة، نسي أننا أبناؤه الذين هم من زوجته الأولى، نسي كل شيء، أصبحت أرى القبح ولا أراه، أقول لكم: أصبحت أكرهه، أصبحت أتمنى موته حتى نرتاح منه ومن مشاكله، حتى يقال: إن أباهم مات وليس بحي ظالم لهم، أريد أن تعطوني حلا ماذا أفعل؟ هل أرد عليه في كل ما يقوله لي ويطلبه؟ علما بأن وضعي المادي ضعيف وحياتنا صعبة في بلدنا، وهل أنا آثم في قولي: (الله يخلصنا منه)؟ فوالله! ما قلتها إلا من شدة جرحي ومن الوضع النفسي والحالة التي أعيشها الآن، أشعر أنني بدون أب وأبي أمامي صباح مساء، كلما حاولت أن أكلمه لا يعطيني وجهه ولا يكلمني إلا بالمادة وطلب المال، ويهددني بالغضب علي إذا لم أعطه.
أرجوكم أن تعطوني شرحا مفصلا أو شيئا يهدئني، فأنا في حيرة وفي حزن شديد، أكتب لكم وأنا أعتصر الحسرة والبكاء، دخلت السجن بسبب زوجته وظلمها لنا التي اتهمتني اتهامات باطلة، فحسبي الله ونعم الوكيل، ولله الحمد أنني ملتزم بالفرائض والصلوات الخمس في المسجد، ولولا أنني ملتزم وأريد ألا يغضب على الله لفعلت غير ذلك وأكبر من ذلك، هل ما يصدر مني يعتبر عقوقا مع كل ما ألقاه أنا وأمي وأخواتي؟!
أرجوكم أفيدوني وفي أسرع وقت ممكن.
وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.