السؤال
السلام عليكم.
أتمنى منكم الإجابة على سؤالي: كيف تتعامل الزوجة مع زوجها الذي اكتشفت أنه ضعيف الشخصية أمام إخوته الأكبر سنا، الطامعين بماله؟ علما أنه لا يوجد لديه أبوان، وأريد أن أحافظ على عائلتي المكونة من فتاتين صغار؛ لأن عائلتي على وشك الانهيار.
وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك زوجك وأن يرزقه المقدرة على إدارة ماله وحياته بطريقة سوية وطبيعية وأن يجعلكم من السعداء.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن ضعف شخصية رب الأسرة له الأثر السيئ على حياة الأسرة كلها؛ حيث تصبح هذه الأسرة أشبه بسفينة بلا ربان أو قائد، وتظل الأمواج تتقاذفها شرقا وغربا وقلما تصل إلى بر الأمان، ولذلك لابد لنا جميعا أن نحرص على ضرورة تربية أولادنا تربية صالحة وسوية، وأن نعلمهم فن القيادة منذ نعومة أظفارهم حتى تصبح لديهم القدرة على قيادة أنفسهم وأسرهم، والقيام بالمهام الموكلة إليهم خير قيام.
إلا أن مسألة ضعف الشخصية مسألة نسبية يصعب ضبطها تحت قاعدة محددة، فما ترينه أنت ضعفا قد يراه غيرك على أنه رحمة وعطف وحنان وبر وإحسان، وأخشى أن تكون هذه هي شخصية زوجك، إلا أنك تفسرين ذلك على أنه ضعف في الشخصية، وهذا قطعا غير صحيح، فالإحسان والرحمة والعطف على الضعفاء خاصة من الأقارب ليس ضعفا بحال من الأحوال، بل هو صورة من صور الكرم والإحسان والتضحية، إلا أنه وهذا ما أخشاه أنك لا توافقينه أو لا تؤيدين تصرفاته على اعتبار أنكم أولى بهذه الأموال من إخوانه؛ لذا فلابد لك أن تفرقي ما بين ضعف الشخصية الذي هو عدم القدرة على إدارة شؤون نفسه أو أسرته، وهذه تكون سمة عامة مع الكل وأمام الجميع وليست مع الأهل خاصة، وهذا ما يبدو لي من رسالتك؛ حيث إنك حصرت الضعف أمام إخوانه فقط؛ ولذلك قد لا أوافقك الرأي أنك تتحاملين عليه لأنه يعطف على إخوانه، وأنت لا تريدين ذلك.
لذا: أقترح ضرورة تغيير نظرتك أولا، وأن تفهمي الفارق الكبير بين العطف والإحسان والإكرام، وبين ضعف الشخصية، وأن تجتهدي في عدم تضخيم الأمور لأنني أخشى أن تكون أنت السبب بفهمك وتصرفاتك في ضياع الأسرة؛ فيكون النزاع المستمر، والإنكار الدائم؛ مما قد يدفع زوجك للتخلص منك، وبذلك تكونين السبب في ضياع الأسرة وليس هو؛ لذا أقترح ضرورة مناقشته، ومعرفة وجهة نظره، والأسباب الدافعة لتصرفاته، ولا مانع من الاستعانة ببعض الحكماء والعقلاء المنصفين من أهليكم أو معارفكم للمساعدة في تقريب وجهات النظر، وإبداء النصيحة المطلوب لكما معا.
ورجائي الشديد ألا تضخمي الأمور، واعلمي أن الله لا يضيع أهله، وأن ما ينفقه على أهله سيرده الله عليكم أضعافا مضاعفة إن شاء الله.
والله ولي التوفيق والسداد!