السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا شاب أبلغ من العمر 37 عاما، وأنا متزوج وعندي أطفال ومستقر عاطفيا ونفسيا واجتماعيا ولله الحمد.
وسؤالي هو: أعاني من اضطرابات في الجهاز الهضمي منذ حوالي 7 سنوات، وأغلب ما يزعجني هو كتمة النفس التي زادت في الآونة الأخيرة التي تأتي فجأة، وكذلك ثقل في البطن، وراجعت في البداية طبيب جهاز هضمي وعملت منظارا وقال لي أنك تعاني من القولون العصبي مع وجود ألم عند الضغط على الأمعاء، وبطني تتحرك من ضربات القلب - أي أنني إذا وضعت أي شيء على البطن فإنه يتأرجح -.
مع العلم أنني هادئ بطبيعتي ولست عصبيا، وقد أخذت أدوية ولكن دون جدوى، وقررت أن أذهب إلى طبيب نفسي لعلي أجد عنده العلاج المناسب لأني من كثرة ما كانت تنتابني كتمة النفس بدأت تتطور الحالة وينتابني شعور وخوف، خصوصا إذا كان معي أطفالي في السيارة، وذهبت إلى الطبيب النفسي وصرف لي علاج اسمه (زيروكسات) بمعدل 10 ملجم لمده أسبوع ثم ترفع الجرعة إلى 20 ملجم لمدة شهر، واستمررت وتحسنت بنسبة 30 %، ثم راجعته وقال لي: استمر لمدة شهر آخر، ثم راجعت وقال لي: استمر لمدة شهر آخر، ولا أخفي عليك أنني تحسنت بنسبة 70 %، وتركت العلاج بعد أن استمررت عليه قرابة أربعة أشهر وبعد أن تركت العلاج من نفسي طبعا بدون مراجعة الطبيب، لأني في مدينة والطبيب في مدينة أخرى، وتكاسلت أن أراجع وبدأت ترجع الحالة ولكن ليست مثل الأول، ولكن كتمة النفس تزعج كثيرا، فأرشدوني.
ولكم تحياتي وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نديم الحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحمد لله أنك تعيش بفضل الله حياة مستقرة على المستوى الأسري والاجتماعي والعاطفي، والحمد لله الذي رزقك الذرية التي نسأله تعالى أن يجعلها صالحة.
وأود أن أخبرك أن هناك علاقة وثيقة جدا بين اضطرابات الجهاز الهضمي والقلق النفسي، ويعرف أن القلق النفسي ربما يظهر في شكل أعراض جسدية، ومن أكثر الأعضاء التي تتأثر هي البطن والقولون العصبي والأمعاء، فهذا الذي تشاهده من ضربات القلب وضربات الشريان الأورطي البطني مثل ما ذكرت أنك حين تضع الأشياء على البطن فإنها تتأرجح، هذا صحيح وهذا ناتج عن حركة الدم المندفعة فيما يعرف بالشريان الأورطي البطني وهو شريان رئيسي جدا يخرج من القلب، وهذا أمر طبيعي جدا، ونشاهده خاصة عند الأشخاص ذوي الأوزان الخفيفة والنحافة، ويعرف أن أصحاب القلق يراقبون أنفسهم كثيرا ويشتكون كثيرا من هذه الضربات التي يشاهدونها في البطن، وأحيانا حين يضع الإنسان يده تحت رأسه قد يسمع هذه النبضات مما يزعجه، ولكن هذا الأمر طبيعي، بل على العكس هو في رأيي أمر إيجابي جدا يدل أن القلب يعمل بصورة طبيعية وقوية.
وأذكر حين تخرجت من كلية الطب وحين كنا في أثناء التدريب على الجراحة وخلافه؛ حين تفتح بطن الإنسان – سبحان الله – حين تشاهد هذه الشرايين هي بالقوة والدفع الشديد جدا، فهي نابضة وقوية، إذن هذا الذي يحدث لك هو أمر طبيعي جدا.
وأما بالنسبة لكتم النفس والخوف فهي بالطبع من أعراض القلق، فالذي أود أن أقوله لك هو أن تمارس الرياضة، فالرياضة فعالة جدا ومفيدة وكذلك تمارين الاسترخاء، أي نوع من تمارين الاسترخاء، وهناك أشرطة وكتيبات موجودة في المكتبات توضح كيفية إجراء هذه التمارين.
وأما بالنسبة للزيروكسات فهو علاج فعال وممتاز وجيد، وحقيقة بعض الناس حين يتوقف عن الدواء ربما ينتابه الأعراض بصورة بسيطة وذلك نسبة للاستعداد، فهناك بعض الناس لديهم الاستعداد للقلق، وأنت ربما تكون منهم، ولكن في رأيي يجب أن تعتمد على آليات العلاج الأخرى، وهي الرياضة وتمارين الاسترخاء والتفكير الإيجابي، ولا مانع أبدا أن تأخذ أحد الأدوية الخفيفة التي هي أخف كثيرا من الزيروكسات، مثل العقار الذي يعرف باسم موتيفال؛ فمن الممكن أن تتناوله بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة شهرين، ثم بعد أن تتناوله عند اللزوم حين تشعر بالقلق أو التوتر أو هذه المخاوف، وهو دواء أيضا سليم وبسيط ويعرف عنه أنه من أفضل الأدوية التي تعالج القلق خاصة القلق المرتبط بالجهاز الهضمي وكذلك التنفس وكتمة التنفس.
وكتمة التنفس أرجو أن لا تزعجك فهي حقيقة نفسية المنشأ، ومن أفضل وسائل علاجها – كما ذكرت لك – هي ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء، ومع تناول الموتيفال سوف تشعر بأنها قد اختفت تماما.
أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.